· (أو) - حرف عطف
  الصغرى وفي شرح الكبرى، ثم عدل عنه في التسهيل وشرحه، فقال: تأتي للتفريق المجرد من الشك والإبهام والتخيير، وأما هذه الثلاثة فإن مع كل منها تفريقاً مصحوباً بغيره، ومَثَل بنحو: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا}[النساء: ١٣٥]، {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى}[البقرة: ١٣٥]، قال: وهذا أَوْلَى من التغبير بالتقسيم، لأن استعمال الواو في التقسيم أجود، نحو: «الكلمة اسم وفعل وحرف»، وقوله: [من الطويل]:
  ٩٥ - [وَنَنْصُرُ مَوْلانَا، وَنَعْلَمُ أَنَّهُ] ... كَمَا النَّاسِ مَجْرُومٌ عَلَيْهِ وَجَارِمُ
  ومن مجيئه بـ «أو» قوله [من الطويل]:
  قوله: (وفي شرح الكبرى) أي: منظومته الكبرى. قوله: (عدل عنه) أي: عن ذكر التقسيم. قوله: (في التسهيل) آخر مؤلفاته. قوله: (للتفريق) هو جعل الشيء مفرقاً أعم من أن يكون تقسيم كلي أوكل أو لا. قوله: (مصحوباً بغيره) أي: فالتي للشك فيها تفريق وشك والتي للإبهام فيها تفريق وإبهام على المخاطب وكذلك التي للتخيير فيها تفريق، وطلب المخاطب بأحد الشيئين فلما صاحب التفريق شيئاً آخر قالوا إنها لذلك الشيء، ولما كانت تارة للتفريق فقط قالوا إنها له مجرداً اهـ تقرير دردير قوله: (ومثل) أي: للتفريق المجرد قوله: (إن يكن غنياً أو فقيراً) أي: إن يكون المشهور عليه غنياً الخ، فلا تمتنعوا من الشهادة عليه لغناه طلباً لرضاه، وإن يكن فقيراً فلا تمتنعوا من الشهادة عليه رحمة له فأتى بأو هنا لمجرد التفريق أي ذكر فرق وأقسام المشهود عليه ولا شك ولا إبهام ولا غيره. قوله: (وقالوا) أي: أهل الكتاب أعم من أن يكونوا هوداً ونصارى أي: ومثل أيضاً بهذه الآية لما ذكره فحذف واو العطف لما مر خصوصاً للثقل الحاصل من اجتماع واوين. قوله: (لأن استعمال الخ) هذا التعليل لا ينتج المدعي وهو أولوية التعبير بالتفريق بدل التقسيم تأمل قوله (أجود) أي: لأن الأقسام مجتمعة تحت المقسم فالمناسب الحرف الذي يقتضي الإجتماع، وإن اعتبرت أن هذا النوع مباين لهذا أتيت بأو لكن النظر للإجتماع أولى اهـ. تقرير دردير، والفرق بين التقسيم والتفريق أن الأول يقتضي سبق مقسم كلياً كان كالكلمة أو كلا كالناس والثنتان والتفريق قطع الإتصال بين شيئين تقدم ما يشملهما أم لا نحو، وقالوا كونوا هوداً الخ. قوله: (مجروم عليه وجارم) أي: مجني عليه
٩٥ - التخريج: البيت لعمرو بن براقة في (أمالي القالي ٢/ ١٢٢؛ والدرر ٤/ ٢١٠؛ وسمط اللآلي ٧٤٩؛ وشرح التصريح ٢/ ٢١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠٢، ٥٠٠، ٢/ ٧٢٥، ٧٧٨؛ والمؤتلف والمختلف ص ٦٧؛ والمقاصد النحويَّة ٣/ ٣٣٢؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٦٦، ٤٨٢؛ وجواهر الأدب ص ١٣٣؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٠٧؛ والدرر ٦/ ٨١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٩؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٧١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٨، ١٣٠).
شرح المفردات: المجروم: المعتدى عليه. الجارم: المعتدي.
المعنى: يقول: إننا نناصر من يوالينا ظالماً كان أو مظلوماً.