· (أو) - حرف عطف
  ٩٦ - فَقَالُوا: لَنَا ثِنَتَانِ لَاَبُدَّ مِنْهُمَا ... صُدُورُ رِمَاحِ أُشْرِعَتْ أَوْ سَلَاسِلُ
  انتهى، ومجيء الواو في التقسيم أكثَرَ لا يقتضي أن «أو» لا تأتي له، بل إثباته الأكثرية للواو يقتضي ثبوتهُ بقلةٍ لـ «أو»، وقد صرح بثبوته في البيت الثاني، وليس فيه دليل، لاحتمال أن يكون المعنى لا بد من أحدهما، فحذف المضاف كما قيل في: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ٢٢}[الرحمن: ٢٢] وغيرُه عَدَل عن العبارتين، فعبر بالتفصيل، ومَثَله بقوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى}[البقرة: ١٣٥]، {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٥٢}[البقرة: ١٣٥]، إذ المعنى: وقالت اليهود كونوا هوداً وقالت النصارى كونوا نصارى، وقال بعضُهم: ساحر، وقال بعضهم مجنون فـ «أو» فيهما لتفصيل الإجمال في {قَالُوا} وتَعَسَّف ابن الشجَري فقال في الآية الأولى: إنها حذف منها مضاف وواو وجملتان فعليَّتان، وتقديره: وقال بعضهم - يعني اليهود - كونوا هوداً،
  وجان. قوله: (أشرعت) أي: صوبت نحو العدو وقصد طعنهم بها فقد ذكر في هذا البيت قسمان وهما الخصلتان اللتان ذكرهما إجمالاً بقوله ثنتان، ثم قسمهما بأو إلى القسمين المذكورين والمراد بهما القتل والأسر. قوله: (انتهى) أي: كلام ابن مالك.
  قوله: (أكثر) يشير إلى أن المراد بالأجودية كثرة الاستعمال. قوله: (وقد صرح) أي: ابن مالك قوله: (لا بد من أحدهما) أي: فقوله بعد صدور الخ بيان للأحد وليست هنا للتقسيم اهـ. تقرير دردير.
  قوله: (يخرج منهما اللؤلؤ) أي: يخرج من أحدهما وهو الملح. قوله: (وغيره) أي: غير ابن مالك وقوله: عدل عن العبارتين أي التفريق والتقسيم. قوله: (فعبر بالتفصيل) الظاهر إنه لا فرق بين التفريق والتفصيل.
  قوله: (إذ المعنى) أي: في الآية الأولى. قوله: (وقال بعضهم) أي: والمعنى في الآية الثانية وقال بعضهم ساحر الخ أي فأو فيهما للتفصيل وليس المراد أنهم قالوا إنه ساحر، ثم قالوا إنه مجنون قوله: (وتعسف ابن الشجري) أي: حيث ارتكب أمراً لا دليل عليه لا عقل ولا نقل. قوله: (إنه حذف منها مضاف) أي: وهو بعض في قوله قال بعضهم: فلما حذف المضاف انفصل الضمير فارتفع فعبر عنه بالواو والجملتان قوله، وقالوا: وكونوا نصارى وأقمنا أو نصارى مقام وقالوا كونوا نصارى اهـ. تقرير دردير.
٩٦ - التخريج: البيت لجعفر بن علبة الحارثي في (الدرر ٦/ ١١٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي. ص ٤٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠٣؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٤٦٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٤).
المعنى: خيرونا: واحدة من خصلتين مقيتتين إما الموت طعناً برماح مرفوعة مشرعة، وإما الأسر والتقييد بالسلاسل المهينة.