· (أو) - حرف عطف
  وقال بعضهم - يعني النصارى - كونوا نصارى، قال فأقام {أَوْ نَصَارَى} مقام ذلك كله، وذلك دليل على شرف هذا الحرف، انتهى.
  والثامن: أن تكون بمعنى «إلا» في الاستثناء، وهذه ينتصب المضارع بعدها بإضمار «أن» كقولك: «لأَقْتُلَنَّه أَوْ يُسْلِمَ»، وقوله [من الوافر]:
  ٩٧ - وَكُنْتُ إِذَا غَمَزْتُ قَنَاةَ قَوْمٍ ... كَسَرْتُ كُعُوبَهَا أَوْ تَسْتَقِيما
  وحَمَلَ عليه بعض المحققين قوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا
  قوله: (وقال بعضهم يعني النصارى الخ) هذه الواو هي المحذوفة. قوله: (على شرف هذا الحرف) أي: الذي ناب هو ومدخوله عن تينك الجملتين وعن الواو. قوله: (إلا في الاستثناء) أي: احترازاً عن إلا بمعنى غير فلا تكون أو بمعناها. قوله: (كقوله) أي: القائل قوله: (ينتصب المضارع بعدها) أي: فرقا بينها وبين أو المفيدة لاستواء ما قبلها مع ما بعد، فإن ما قبلها هنا هو المحقق حتى يحصل ما بعدها.
  قوله: (لأقتلنه أو يسلم) أي: فهو بمنزلة لأقتلنه إلا أن يسلم والاستثناء على هذا مفرغ، والمعنى لأقتلنه في كل وقت إلا وقت إسلامه ثم أجعل أو بمعنى إلا أخذ بالمعنى الظاهر في بادئ الرأي وفي الحقيقة هي لأحد الشيئين عطف مصدراً مؤولاً على مصدر متوهم أي ليكونن قتل مني أو إسلام منه ولزوم مني أو قضاء منك. قوله: (غمزت) أي: عصرت والقناة هي ما يجعل سن الرمح فيه وهي كالقصب الفارسي والكعوب الناتئة في الأنابيب أي كنت إذا مسكت قناة كسرت منها ما ارتفع من أنابيبها إلا أن تستقيم أي تكون مستقيمة فلا أكسرها، وفي هذا استعارة تمثيلية شبه حاله إذا أخذ في إصلاح قوم اتصفوا بالفساد فلا يكف عن حسم المواد التي نشأ عنها فسادهم إلا أن يحصل صلاحهم بحاله إذا غمز قناة معوجة حيث يكسر ما ارتفع من أطراف أنابيبها ارتفاعاً يمنع من اعتدالها ولا يفارق ذلك إلا أن تستقيم، وإنما كان ليس المراد بهذا حقيقته لأنه بالنظر لظاهره لا فائدة فيه ولا افتخار بخلافه لو جعل مجازاً عما ذكر.
٩٧ - التخريج: البيت لزياد الأعجم في ديوانه ص ١٠١؛ والأزهية ص ١٢٢؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٦٩؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٣٧؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠٥؛ والكتاب ٣/ ٤٨؛ ولسان العرب ٥/ ٣٨٩ (غمز)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٨٥؛ والمقتضب ٢/ ٩٢؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٧٢؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٥٨؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٦٩؛ وشرح قطر الندى ص ٧٠؛ وشرح المفصل ٥/ ١٥؛ والمقرب ١/ ٢٦٣.
اللغة والمعنى: غمز القناة: عضها وعصرها وجسها. القناة: عصا الرمح الكعوب: ج الكعب، وهو العقدة بين الأنبوبتين. من القصب أو الرمح.
يقول: إذا لم تنفع الملاينة مع قوم خاشنّاهم إلى أن يستقيم اعوجاجهم. وجاء في لسان العرب أن الشاعر هجا قوماً زعم أنه أثارهم بالهجاء وأهلكهم إلا أن يتركوا سبه وهجاءه. وقيل: إذا اشتد علي جانب قوم رمت تليينه أو يستقيم.