خطبة المؤلف
خطبة المؤلّف
  
  أما بعد حمد الله على إفضاله، والصَّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله،
  
  الحمد لله مانح الصواب والصلاة والسلام على من أوتي الحكمة وفصل الخطاب وعلى آله وأصحابه الأنجاب وأتباعه وجميع الأحباب.
  (أما بعد) فيقول العبد الفقير مصطفى محمد عرفة الدسوقي المالكي غفر الله ذنوبه وستر عيوبه: لما رأيت نسخة متن المغني التي بخط والدي عليه سحائب الرحمة والرضوان عليها تقاييد مفيدة تعين على مطالعة الكتاب وخفت عليها من الضياع حملني على تجريدها إخواني المحبين لي ولوالدي أطال الله عمرهم ورزقهم حسن الخاتمة، فاستخرت الله سبحانه وتعالى الذي لا يخيب من استخاره وشرعت في ذلك، ورتبتها على منوال المتن فقلت: قال المؤلف رحمه الله.
  قوله: (أما بعد الخ) أما دائماً للتوكيد وتارة يجامعه التفصيل وتارة لا، ووجه كونها ملازمة للتوكيد أنه إذا أريد إفادة أصل المعنى كقيام زيد قيل زيد قائم، فإذا أريد توكيد ذلك قيل أما زيد فقائم أي أنه قائم ولا محالة، وذلك لأن المعنى كما قال سيبويه مهما يكن من شيء فزيد قائم فقد أفادت أن ذلك المعنى معلق على وجود شيء ما وهو محقق تابع للمعلق عليه اهـ تقرير دردير. قوله: (بعد) بالنصب لأن المضاف قد ذكر. قوله: (حمد الله) الحمد مخفوض بإضافة الظرف إليه وإضافة الحمد للجلالة من إضافة المصدر إلى مفعوله أي حمدي الله. قوله: (حمد الله على إفضاله) قد يقال أنه لم يتقدم منه حمد إلا أن يقال إنه قدم ذلك لفظاً، ولا يقال إن مراده بالحمد مطلق الثناء وهو حاصل بالبسملة؛ لأن يرده قوله والصلاة الخ إذ لم يتقدم منه صلاة اهـ تقرير دردير. قوله: (على إفضاله) أي إنعامه فهو حمد في مقابلة النعمة وهو أفضل من المطلق إذ يثاب عليه ثواب الواجب قيل إنه لا يوجد حمد مطلق إذ من أركانه المحمود عليه ورد بأنه وإن لم يوجد لفظاً ملحوظ في النية اهـ تقرير دردير، أو المراد به ما ليس في مقابلة نعمة. قوله: (والصلاة) بالجر عطف على حمد وهي الدعاء بخير لكن إذا أضيفت الله يراد منها الرحمة والإنعام وإذا أضيفت لغيره بقيت على حالها وعداها بعلى لتضمنها معنى العطف اهـ تقرير دردير. قوله: (والسلام) اسم مصدر وإنما لم يعبر بالمصدر ليناسب اسم المصدر قبله دردير (ﷺ