حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

(ألا) بفتح الهمزة والتخفيف

صفحة 191 - الجزء 1

  أتمنى، و «أتمنّى» لا خبر له؛ وأما الآخران فلأنها بمنزلة «لَيْتَ»، وهذا كله قولُ سيبويه ومَنْ وافقه. وعلى هذا فيكون قوله في البيت: «مستطاع رجوعه» مبتدأ وخبر على التقديم والتأخير، والجملة صفة ثانية على اللفظ، ولا يكون «مستطاع» خبراً أو نعتاً على المحل، و «رجوعه» مرفوع به عليهما لما بينا.

  والخامس: العَرْض والتَّحْضِيض، ومعناهما: طلب الشيء، لكن العَرْضُ طلب بلين، والتّحضيض طلب بَحَث، وتختص «ألا» هذه بالفعليّة، نحو: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}⁣[النور: ٢٢]، {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ}⁣[التوبة: ١٣]؛ ومنه عند الخليل قوله [من الوافر]:

  ١٠٣ - أَلاَ رَجُلاً جَزَاهُ اللَّهُ خَيراً ... يَدُلُّ عَلَى مُحَصْلَةٍ تَبِيتُ


  الخ) فلا يقال إلا ما عذب بالرفعين بناء على إنها مع اسمها في محل اسم مرفوع بالابتداء، وإنما يقال عذباً صفة للفظ. قوله: (ولو تكروت) أي: فلا يقال إلا ماء إلا عسل بالرفع فيهما أو في أحدهما قوله: (وأتمنى لا خبر له) أي: فكذا إلا لا يكون لها خبر إذ التمني يغنيها عنه ويصير اسمها بمثابة المفعول من جهة المعنى، فقولك إلا ماء في معنى ماء. قوله: (وأما الآخران) أي: عدم مراعاة المحل وعدم الإلغاء. قوله: (فلأنها بمنزلة ليت) أي: وليت تمتنع فيها الأمران فكذا ما هو بمنزلتها. قوله: (وعلى هذا) أي: الذي قاله سيبويه. قوله: (والجملة صفة على اللفظ) أي: فهي في محل نصب مراعاة اللفظ عمر فإنه مبني على الفتح والبناء على الفتح يشابه الفتح الإعرابي من حيث وجوده تارة وحذفه أخرى اهـ. تقرير دردير.

  قوله: (ولا يكون مستطاع خبراً) أي لألا قوله: (مرفوع به) على أنه نائب فاعل. قوله: (كما بينا) أي من سيبويه ومتابعيه لا يجعلون لألا هذه خبراً ولا يجيزون مراعاة محلها مع اسمها اهـ. تقرير دردير. قوله: (العرض الخ) هذا ظاهر في أن ألا بجملتها مفيدة لذلك، وبعضهم يقول إن العرض مولد له الاستفهام وذلك لأن همزة الاستفهام لما دخلت على فعل منفي امتنع حمله على حقيقة الاستفهام للعمل بعدم النزول مثلاً في قولك ألا تنزل وتولد عنه بقرينة الحال عرض النزول على المخاطب وطلبه اهـ. دماميني.

  قوله: (بالفعلية) أي: لأنها للطلب ومضمون الفعلية أمر حادث يتجدد فيتعلق الطلب به بخلاف الإسمية لأنها للثبوت وعدم الحدوث. قوله: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم الخ) فألا هنا للعرض، وأما في ألا تقاتلون قوماً فللتحضيض. قوله: (محصلة هي) المرأة التي


١٠٣ - التخريج: البيت لعمرو بن قعاس (أو قعناس) المرادي في (خزانة الأدب ٣/ ٥١، ٥٣؛ والطرائف الأدبية ص ٧٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٢١٤، ٢١٥؛ وبلا نسبة في الأزهية. ص ١٦٤؛ وإصلاح المنطق ص ٤٣١؛ وأمالي ابن الحاجب ص ١٦٧، ٤١٢؛ وتخليص الشواهد ص ٤١٥؛ وتذكرة النحاة ص ٤٣؛ والجنى الداني. ٣٨٢؛ وجواهر الأدب ص ٣٣٧. وخزانة الأدب ٤/ =