حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - ليس من أقسام «ألا»

صفحة 204 - الجزء 1

  الإضمار من جنس المذكور أَقْيَسُ، وشفيعها على هذا خبر لمحذوف، أي هي شفعيها.

  ***

  تنبيه - ليس من أقسام «ألاَّ» التي في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ}⁣[النمل: ٣٠ - ٣١] بل هذه كلمتان أن» الناصبة و «لا» النافية، أو «أن» المفسرة أو المخفّفة من الثقيلة و «لا» الناهية ولا موضع لها على هذا، وعلى الأول فهي بدل من {كِتَابٌ}⁣[النمل: ٢٩] على أنه بمعنى: مكتوب، وعلى أن الخبر بمعنى الطلب، بقرينة {وَأْتُونِي}⁣[النمل: ٣١]، ومثلها {أَلَّا يَسْجُدُوا}⁣[النمل: ٢٥] في قراءة التشديد، ولكن «أن فيها الناصبة ليس غير و «لا» فيها محتملة للنفي؛ فتكون «ألا» بدلاً من {أَعْمَالَهُمْ}⁣[النمل: ٢٤] أو خبراً لمحذوف، أي: أعمالهم ألأ يسجدوا، وللزيادة فتكون {أَلَّا}⁣[النمل: ٢٥] مخفوضة بدل من {السَّبِيلِ}⁣[النمل: ٢٤]،


  الشأن وإن سبق للمصنف منعه لوضعه للتأكيد المنافي للحذف تبعاً لكان. قوله: (من جنس المذكور) أي: وهو شفيعها. قوله: (على هذا) أي: على جعلها مفسرة والمراد بكونها مفسرة إنها مبينة ومستأنفة وليس مراده بالمفسرة ما تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه، ولذا قال في «الكشاف» قوله إنه من سليمان استئناف وبيان فكأنها لما قالت ألقي إلي كتاب كريم قيل ممن هذا الكتاب وما فيه فقوله ألا تعلوا فقال أن هنا تفسير أيضاً والحال أنه لم يتقدم في كلامه تفسير ولم يتقدم إلا بيان فعلم من قوله أيضاً أن مراده بالتفسير التبيين، فحينئذ يكون قوله وإنه بسم الخ وأن لا تعلوا كلا تبيين لقوله وماميه اهـ تقرير دردير قوله: (أي هي) أي: نفس ليلى شفيعها أي الشفيع لي عندها فلا أطلب شفيعاً عندها غيرها. قوله: (أو إن المفسرة) أي: لأن الكتب فيه معنى القول دون حروفه. قوله: (ولا موضع لها) أي: للجملة قوله: (وعلى الأول) أي: من أن ناصبة والمعنى ألقي إلي مكتوب هو لفظ أن لا تعلوا عليّ وهو بدل بعض من كل لأن المكتوب ليس إلا تعلواً على فقط فيكون ألا تعلواً نائب فاعل ألقي وجملة أن لا تعلوا جملة خبرية صورة لكن طلبية في المعنى فلا حينئذٍ بحسب المعنى ناهية اهـ تقرير دردير.

  قوله: (بدل من كتاب) أي ومعنى وأنه بسم الله الخ إنه ملتبس به وليس بياناً لصيغته. قوله: (وعلى أن الخبر) أي: ألا تعلوا جملة خبرية بمعنى لا تعلوا فهي نهي. قوله: (من بمعنى الطلب) أي: لأنه إنما كتب لهم بالنهي عن العلو قوله: (لكن إن فيها) أي: في هذه الآية. قوله: (بدلاً من أعمالهم) أي: فهي في محل نصب. قوله: (أو خبراً) أي: فهي في محل رفع قوله: (أعمالهم) أي: والجمع لتعدد عدم السجود بعدد الأشخاص. قوله: (أن لا يسجدوا) أي: عدم السجود قوله: (بدلاً من السبيل) أي: من قوله فصدهم