حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - ليس من أقسام «ألا»

صفحة 205 - الجزء 1

  أو مختلفاً فيها: أمخفوضة هي أم منصوبة، وذلك على أن الأصل لئلا واللام متعلقة بـ «يهتدون».

  · (إلى) - حرف جر، له ثمانية معان:

  أحدها: انتهاء الغاية الزمانية، نحو {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، والمكانية نحو: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}⁣[الإسراء: ١]، وإذ دلتْ قرينة على دخولِ ما بعدها نحو «قرأت القرآن من أوله إلى آخره»، أو خروجه نحو: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، ونحو: {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}⁣[البقرة: ٢٨٠] عمل بها وإلا فقيل: يدخل إن كان من الجنس، وقيل: يدخل مطلقاً، وقيل: لا يدخل مطلقاً، وهو الصحيح؛ لأن الأكثر مع القرينة عدم الدخول؛ فيجب الحمل عليه عند التردد.


  عن السبيل فهم لا يهتدون أي فالمعنى فصدهم عن السبيل الذي هو السجود. قوله: (أو مختلفاً) أي: إنها إذا كانت زائدة فإما مخفوضة على البدلية لا غير، وإما مختلفة للخفض وللنصب وذلك أن الأصل لئلا فحذف اللام فمحله جر كما في أشارت كليب أو نصب كما في عسل الطريق أي في الطريق فالمعنى لا يهتدون للسجود فاللام للتعدية اهـ تقرير دردير.

  (إلى) قوله: (أحدها انتهاء الغاية) هذا هو الغالب فيها والمراد أنها تدل على بلوغ آخر الشيء المتلبس به بالفعل فالإضافة لأدنى ملابسة أي إنها تدل على انتهاء الشيء بغايته أو في الكلام حذف مضاف أي انتهاء ذي الغاية وليس المراد بالانتهاء الآخر وإلا لأفاد أنها تدل على آخر الآخر ولا معنى له اهـ تقرير دردير قوله: (إلى الليل) غاية للصيام لا للإتمام لأنه لا امتداد له إلا أن يتضمن معنى الإدامة قوله: (قرأت القرآن من أوله إلى آخره) القرينة هنا العرف فإنه يدل على استعمال هذا اللفظ في معنى الشمول والعموم. قوله: (إلى الليل الخ) القرينة معلومة من الشرع وهي أنه تقرر في الشرع أن الصوم ينتهي إلى آخر جزء من النهار وبمجرد دخول أول الليل فلا صيام.

  قوله: (إلى ميسرة) أي: والقرينة معنوية وهي أنه لو دخلت الميسرة لكان يلزم عليه أنه ينتظره عسراً ويسراً فيضيع الدين حينئذ اهـ أو يقال أن القرينة هنا تعليق الأنظار أولاً على العسرة وحينئذ فينتفي بانتفائها قوله: (إن كان من الجنس) أي: من جنس ما قبلها كسرت في النهار إلى وقت العصر فلا شك أن وقت العصر من النهار. قوله: (وقيل يدخل مطلقاً) أي: كان من الجنس أو لا كما لو قلت سرت في النهار إلى الليل. قوله: (لأن الأكثر الخ) أي: قرائن عدم الدخول أكثر. قوله: (عند التردد) أي: الاحتمال وهو عند فقد القرينة.