· (إلا) بالكسر والتشديد
  والثاني: المعية، وذلك إذا ضمت شيئاً إلى آخَرَ، وبه قال الكوفيون وجماعة من البصريين في {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}[آل عمران: ٥٢] وقولهم: «الدَّوْدُ إلى الأَوْدِ ابل»، والذود: من ثلاثة إلى عشرة، والمعنى: إذا جُمع القليل إلى مثله صار كثيراً، ولا يجوز «إلى زَيْدِ مال» تريد مع زيد مال.
  والثالث التبيين وهي المبينة لفاعِلِيَّةِ مجرورها بعد ما يُفيد حباً أو بغضاً من فعل تعجب أو اسم تفضيل نحو {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ}[يوسف: ٣٣].
  والرابع: مرادفة اللام، نحو: {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ}[النمل: ٣٣]، وقيل: لانتهاء الغاية، أي: مُنْتَه إليك، ويقولون: «أحمد إليك الله سبحانه»، أي: أُنْهِي حَمْدَه إليك.
  والخامس: موافقة «في»، ذكره جماعة في قوله [من الطويل]:
  ١١٠ - فَلا تَتْرُكَنّي بالْوَعِيدِ كَأَنَّني ... إلَى النَّاسِ مَطْلِي بِهِ الْقَارُ أَجْرَبُ
  قوله: (وذلك إذا ضممت شيئاً إلى آخر) أي: في معنى من المعاني وقوله: إلى آخر أي شيء آخر كان ذلك الشيء الآخر من جنس الأول كما في المثال الثاني أم لا كما في المثال الأول لأن المولى لا جنس له. قوله: (من أنصاري إلى الله) أي: مع الله فضم الأنصار إلى الله باعتبار معنى النصرة المتعلق بالله وبهم قوله: (الذود إلى الذود إبل) أي: مع الذود إبل قال الشارع والظرف حال من محذوف أي أعنيه مع الذود إذ لا يكون من المبتدأ وقد حقق بعض أن إلى على حقيقها في هذه الأمثلة وليست بمعنى مع أصلاً وجعل إلى متعلقاً بمحذوف أي مضموماً إلى الذود أو مضمومة إلى الله وجعل من ذلك ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم أي مضمومة إلى أموالكم اهـ تقرير دردير. قوله: (ولا يجوز إلى زيد) أي: لأنه ليس فيه ضم شيء آخر في شيء يتعلق بهما. قوله: (والأمر إليك) أي: لك لأن الأمر إنما يتعدى باللام قال تعالى لله الأمر أي الأمر لله. قوله: (وقيل لانتهاء الغاية) أي: فهي باقية على حقيقتها قوله: (ويقولون الخ) لما كان يتوهم أن هذا المثال مما فيه إلى بمعنى اللام مع إنه على التضمين أتى به دفعاً لما يتوهم اهـ تقرير ردردير.
  قوله: (أي أنهى حمده إليك) أي: ثواب حمده إليك أي إني أحمد الله على إعطائك لي الإحسان وأوصل لك ثواب ذلك الحمد والمراد لازمه من الإخبار بالنعم. قوله: (موافقة) ذكره أولاً مرادفة وثانياً الموافقة تفنن قوله: (في قوله) أي: النابغة. قوله: (بالوعيد) هو التهديد ومطلي أي مدهون والقار هو الزفت الذي يطلى به الإبل والسفن
١١٠ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٧٣، وأدب الكاتب ص ٥٠٦؛ والأزهية ص ٢٧٣؛ والجنى الداني ص ٣٨٧؛ وخزانة الأدب ٩/ ٤٦٥؛ والدرر ٤/ ١٠١؛ وشرح شواهد المغني ص ٢٢٣؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٣٥؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٧٩٨؛ وجواهر الأدب؛ ص ٣٤٣؛ ورصف المباني ص ٨٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٠). =