· (إذ) على أربعة أوجه
  نعلم بذلك قائلاً، ثم تنظيره بالمثال غير مناسب، لأن الكلام في «إذ» لا في «إذا»، وكان حقه أن يقول: «إذ كان»، لأنهم يُقدرون في هذا المثال ونحوه «إذ» تارة و «إذا» أخرى، بحسب المعنى المراد؛ ثم ظاهره أن المثال يُتَكَلَّم به هكذا. والمشهور أن حذف الخبر في ذلك واجب، وكذلك المشهور أن «إذا» المقدرة في المثال في موضع نصب، ولكن جَوَّز عبد القاهر كونَهَا في موضع رفع تمسُّكاً بقول بعضهم: أخْطَبُ ما يكون الأمير يوم الجمعة، بالرفع. فقاس الزمخشري «إذ» على «إذا» والمبتدأ على الخبر.
  والوجه الثاني: أن تكون اسماً للزمن المستقبل، نحو: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤}[الزلزلة: ٤]،
  قوله: (ولا نعلم بذلك قائلاً) أي: فمن ثم كان غريباً قوله: (ثم تنظيره الخ) هذا اعتراض عليه في قياسه إذ على إذا مع أن المثال يستعمل فيه إذ عند إرادة الماضي، وإذا عند إرادة الاستقبال فإذا كان التركيب صالحاً لإذ وإذا فالمناسب أن ينظر إذ بإذ أي إذ هنا بإذ هنا لا والجواب أنه لإفادة إن إذا الموضوعة للمستقبل تخرج عن الظرفية إلى الخبرية. قوله: (لأنهم يقدرون الخ) هذا تعليل لما أفاده الكلام السابق من جواز إبدال إذا بإذ. قوله: (المعنى المراد) أي: من مضي أو استقبال اهـ تقرير دردير. قوله: (ثم ظاهره) اعترض ثالث على الزمخشري وحاصله أن إذا في هذا المثال محذوفة وجوباً وظاهر كلامه أن المثال نطق به كذا أي إذا كان قائماً. مع أن الخبر في ذلك واجب الحذف، فالواجب أن يقال أخطب ما يكون قائماً فقائماً حال والخبر محذوف وهو إذا كان وجوباً والجواب عن الزمخشري أن قوله كإذا في قولك أي عند تقديرك في قولهم أخطب ما يكون قائماً فعدوله عن قولهم أي أي العرب إلى قولك إشارة إلى أن هذا هو التقدير الذي ينطق به عند إرادة التفسير.
  قوله: (يتكلم به كذا) أي: على الصورة التي تلفظ بها وهي أخطب ما يكون الأمير إذا كان قائماً قوله: (في ذلك واجب) أي: وإنما يقال أخطب ما يكون الأمير قائماً. قوله: (وكذلك المشهور) اعتراض عليه أيضاً وحاصله أن إذا في محل نصب والخبر هو كائن أو حاصل وليس إذا هو الخبر بل ظرف للخبر المحذوف. قوله: (ولكن جوز الخ) جواب عنه وحاصله أن عبد القاهر الجرجاني جوز الرفع في يوم وقاس إذا الحالة محل يوم عليه فجعلها في محل رفع وتبع الزمخشري عبد القاهر، ثم إنه قاس إذ في الآية على إذا التي حملها عبد القاهر على يوم وهو غير مناسب إذ لا جامع لأن إذ للماضي وإذا للمستقبل. قوله: (تمسكاً بقول بعضهم) أي: العرب. قوله: (بالرفع) أي: فيكون إذا الواقعة في موضعه كذلك قوله: (فقاس الزمخشري إذ على) إذا قصده بذلك التشنيع على الزمخشري ويمكن الجواب عن القياس بأن الجامع مطلق الزمن. قوله: (والمبتدأ) أي: وهو إذ وقوله على الخبر أي وهو إذا قوله: (يومئذ تحدث) إذ ظرف لتحدث وهو مستقبل لأن تحديثها بأخبارها عند النفخة حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياء وإضافة يوم لإذ بيانية فيكون الظرف وهو يومئذ مستقبلاً كعامله قوله: (يومئذ تحدث أخبارها) أي: يوم إذ