حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إذ) على أربعة أوجه

صفحة 227 - الجزء 1

  بالكسر على الاستئناف.

  والرابع: أن تكون للمفاجأة، نص على ذلك سيبويه، وهي الواقعة بعد «بَيْنَا» أو «بينما»، كقوله [من البسيط]:

  ١٢٢ - اسْتَقْدِرِ الله خَيْراً وَارْضَيَنَّ بِهِ ... فَبَيْنَمَا العُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ

  وهل هي ظرف مكان أو زمان، أو حرف بمعنى المفاجأة، أو حرف توكيد، أي زائد؟ أقوال وعلى القول بالظرفية فقال ابن جنّي: عاملها الفعل الذي بعدها، لأنها غير مضافة إليه، وعامل «بينا» و «بينما» محذوف يُفسره الفعل المذكور، وقال الشَّلوبين: «إذ» مُضافة إلى الجملة، فلا يعمل فيها الفعلُ ولا في «بينا» و «بينما»، لأن


  هي جملة مستأنفة استئنافاً بيانياً في قوة جواب سؤال مقدر أي لأن شيء لم ينفعكم والفاعل على هذه القراءة ضمير القول أو القرين قطعاً. قوله: (وهي الواقعة بعد بينا أو بينما) أي: وقد تجيء بعدهما إذا الفجائية. قوله: (أستقدر الله) أي: أطلب من الله أن يقدر لك خيراً. قوله: (وهل هي) أي: إذ التي للمفاجأة قوله: (ظرف مكان) الأولى أن يقول اسم مكان ليتأتى القول الخامس من أنها خبر قوله: (لمعنى المفاجأة) الإضافة بيانية والمراد بالمفاجأة البغتة قوله: (أو حرف توكيد) أي: زائد وتكون نسبة المفاجأة لها حينئذ من حيث أن المفاجأة تحصل عند وجودها وإن كانت إنما توجد من الفاء أو بينما اهـ تقرير دردير. قوله: (على القول بالظرفية) أي: زمانية أو مكانية قوله: (عاملها الفعل الذي بعدها) فكأن المعنى عنده دارت مياسير في الوقت أو في المكان. قوله: (لأنها غير مضافة) إليه فيه أنه يأتي في المسألة الآتية أن إذ لازمة للإضافة للجملة وكلامه هنا يفيد أنها أي إذ مطلقاً لا تضاف أصلاً إلا أن يقال إن الآتي بالنظر لغير مذهب ابن جني. قوله: (وعامل بينا الخ) أي: وحينئذ يكون المعنى دارت المياسير في مكان أو وقت دار بين أوقات العسر، فإذا قلت بينا أنا قائم إذ جاء عمرو فالمعنى جاء عمرو في زمن جاء بين أوقات قيامي قوله: (يفسره الفعل المذكور) أي: كدارت.


١٢٢ - التخريج: البيت لحريث بن جبلة أو لعثير بن لبيد في (الدرر ٣/ ١٠٠، ١١٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٤٤؛ ولسان العرب ٤/ ٢٩٣ (دهر)؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٩٤؛ وخزانة الأدب ٧/ ٦٠ ودرّة الغوّاص ص ٧٣؛ ص ورصف المباني ص ٣٣٨؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٥٥؛ والكتاب ٣/ ٥٢٨؛ ولسان العرب ٥/ ٧٦ (قدر)؛ واللمع ص ٢٧٤؛ ومجالس ثعلب ١/ ٢٦٥ وهمع الهوامع ١/ ٢١١).

اللغة والمعنى: العسر: الضيق. المياسير: ج الميسور، وهو اليسر أي الفرج.

يقول: اعتمد على الله، واطلب إليه أن يساعدك لأنه مهما تكن في عسر عن أمرك، فإنّه تعالى قادر على قلب هذا العسر إلى يسر.