· (إذ) على أربعة أوجه
  المضاف إليه لا يعمل في المضاف ولا فيما قبله؛ وإنما عاملها محذوف يدلّ عليه الكلام، و «إذ» بدلّ منهما، وقيل: العامل ما يلي «بين» بناءً على أنها مكفوفة عن الإضافة إليه كما يعمل تالي اسم الشرط فيه، وقيل: «بين» خبر لمحذوف، وتقدير قولك: «بينما أنا قائم إذ جاء زيد» بين أوقات قيامي مجيء زيد؛ ثم حذف المبتدأ مدلولاً عليه بـ «جاء زيد»؛ وقيل: مبتدأ، و «إذ» خبره، والمعنى: حين أنا قائم حين جاء زيد.
  وذكر لـ «إذ» معنيان آخران، أحدهما التوكيد وذلك بأن تحمل على الزيادة، قاله أبو عبيدة، وتبعه ابن قتيبة وحملا عليه آيات منها: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ}[البقرة: ٣٠] وغيرها والثاني: التحقيق كـ «قد» وحُمِلت عليه الآية، وليس القولان بشيء. واختار ابن الشَّجَري أنها تقع زائدة بعد «بينا» و «بينما» خاصة، قال: لأنك إذا
  قوله: (لأن المضاف إليه) لف ونشر مرتب. قوله: (لا يعمل في المضاف) وهو إذ ولا فيما قبله وهو بينا وبينما. قوله: (وإذ بدل منهما) أي: فإذ ظرف زمان لأن بين ظرف زمان ولا يبدل من الزمان إلا الزمان وحينئذ يكون المعنى صادف اليسر بينما العسر أي بين أفات حصول العسر الذي هو وقت دوران المياسير. قوله: (العامل ما بلى بين) أي: وهو خبر المبتدأ وهو حاصل في الخبر عن العسر وليس المراد بما بعدها هو العسر لأنه جامد، والمعنى العسر حاصل في أوقات إذ دارت مياسير والظاهر أن إذ بدل من بينهما حينئذ والمعنى العسر حاصل في أوقات هي وقت دوران ويحتمل أن إذ حرف وما بعد صفة لأوقات والمعنى العسر حاصل في أوقات موصوفة بأنها دارت المياسير فيها ويكون قوله وقيل الخ ليس مرتباً على الظرفية بدليل تغيير الأسلوب قوله: (مكفوفة) أي: بالألف في بينا وبما في بينما قوله: (خبر لمحذوف) أي: وإذ حرف مؤكد أو للمفاجأة. قوله: (ثم حذف المبتدأ) وهو مجيء عمرو. قوله: (وقيل مبتدأ) أي: فحينئذ خرجت بين عن الظرفية وكذا إذ وهذا ليس قولاً من الأقوال الأربعة التي حكاها المصنف في إذ الفجائية اهـ دماميني. قوله: (وذكر لإذ معنيان الخ) أي: غير الأربعة السابقة في قوله وذكر لإذ أي لا يقيد كونها للمفاجأة قوله: (أبو عبيده) بهاء التأنيث وصلاً ووقفاً كمنده وماجه.
  قوله: (وإذ قال ربك) أي: وقال ربك. قوله: (والثاني التحقيق) الظاهر أن إذ حرف على كل قول من القولين قوله: (وحملت عليه الآية) أي: السابقة وهي قوله ولن ينفعكم اليوم الخ أخذاً من آخر العبارة في قوله وعلى التحقيق الخ لا أنه راجع لقوله وإذ قال ربك اهـ تقرير در دير. قوله: (وليس القولان) أي: القول بالزيادة والقول بالتحقيق. قوله: (بشيء) أي: لأنه دعوى خروج كلمة لمعنى عن معناها المعروف من غير دليل. قوله: (واختار ابن الشجري) من الاختيار وفي نسخة وأجاز من الإجازة. قوله: (واختار ابن الشجري) هو عين قوله سابقاً أو حرف توكيد الذي هو القول الرابع في إذ الفجائية. قوله: