حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إذا) على وجهين

صفحة 247 - الجزء 1

  ونصباً، كما تقول في جمع «عَصاً» و «قفاً» اسم رجل «عَصَوْنَ» و «قَفَوْنَ» و «عَصَيْنَ» وَ «قَفَيْنَ»، وليس هذا مما يَخْفى على سيبويه ولا على أصاغر الطلبة، ولكنه كما قال أبو عثمان المازني: دخلت بغداد فألْقِيَتْ عليَّ مسائلُ، فكنتُ أجيب فيها على مذهبي، ويُخطئوني على مذاهبهم، اهـ.

  وهكذا اتفق لسيبويه رحمه الله تعالى.

  وأما سؤال الكسائي فجوابه ما قاله سيبويه، وهو «فإذا هُوَ هِي». هذا هو وَجْهُ الكلام، مثل: {فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ}⁣[الأعراف: ١٠٨]، {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ}⁣[طه: ٢٠]. وأما «فإذا هو إياها» إن ثَبَتَ فخارج عن القياس واستعمال الفصحاء كالجزم بـ «لَنْ»، والنصب بـ «لَمْ»، والجر بـ «لعل»، وسيبويه وأصحابه لا يلتفتون لمثل ذلك، وإن تكلم بعضُ العرب به.

  وقد ذكر في توجيهه أمور:


  أواين وقوله وواين أصله واين حذفت الألف لالتقاء الساكنين هذا بحسب ظاهر المصنف والقواعد تقضي أن أوون أصله أويون تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت الفا ثم حذف وكذا الجمع. قوله: (كما تقول في جمع عصى) أصله عصيون وقفوون من عصيت وقفوت. قوله: (اسم رجل) أي: حال كون كل منهما اسم رجل أو حال من قفا وحذفه من عصى لدلالة الثاني عليه وإلا كان المناسب أن يقول اسمي رجل، وإنما احتيج إليه لأن جمع المذكر السالم لا يكون إلا لعلم أو صفة. قوله: (وليس هذا مما يخفى الخ) فسيبويه قد أجاب به ولا شك وإنما خطأه الفراء لأن مذهبه أن أصل أب فعل بسكون العين فيقول على مثاله من وأي وأي كظبي ويجمع على وايون كما تقول في ظبي مسمى به ظبيون، وأما من أوى فيقال أوي اجتمعت الواو والياء وسبقت أحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء ثم إذا سمي به جمع على أيون قوله: (ولكنه) أي: الحال والشأن قوله: (فألقيت) أي: طرحت قوله: (وأما سؤال الكسائي) هو قول العرب كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور ماذا يقال في جوابه. قوله: (هذا وجه الكلام) أي: هذا هو الكلام الحق الذي له وجه الموافق للقرآن. قوله: (فإذا هي بيضاء الخ) رفع ما بعد المبتدأ الواقع بعد إذا على أنه خبره. قوله: (فإذا هي حية) أي: فإذا أتى بمضمر مكان الظاهر ضمير رفع لا غير. قوله: (فجارح) جواب قوله وأما قوله إن ثبت فجملة معترضة فهي وصلية لا جواب لها قوله: (كالجزم بلن) نحو:

  لن يخب الآن من رجائك من ... حرك من دون بابك الحلقة

  قوله: (والنصب بلم) كما في ألم نشرح لك في قراءة شاذة. قوله: (والجر بلعل) كما في لعل أبي المغوار.