حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حرف جر لأربعة عشر معنى

صفحة 291 - الجزء 1

  بالعطف، وتقدر «أهلا» خبراً لـ «هو» محذوفاً. وزعم المعري أن الصواب نصب «دهر» بالعطف على «ثعلا»، أي: وكفى دهراً هو أهل لأن أمسيت من أهله أنه أهل لكونك من أهله، ولا يخفى ما فيه من التعسف؛ وشَرْحه أنه عطف على المفعول المتقدم، وهو «ثُعَلا»، والفاعل المتأخر «أنك وهو منهم» منصوباً ومرفوعاً وهما «دهراً» و «أنَّ» ومعمولاها وما تعلق بخبرها، ثم حذف المرفوع المعطوف اكتفاء بدلالة المعنى، وزعم الرَّبعي أن النصب بالعطف على اسم «أنّ»، وأن «أهل» عطف على خبرها، ولا معنى للبيت على تقديره.

  والضرورة كقوله [من الوافر]:


  متعلقة الخ أي وليست بزائدة والمعنى حينئذ كفى ثعلاً فخر بكونك منهم وبدهر موصوف بكونه مستحقاً لكونك من أهله فحاصله أنهم افتخروا بشيئين فهذا المعنى الثالث يرجع للمعنى على الوجه الثاني لكن الفارق الإعراب والحذف اهـ تقرير دردير.

  قوله: (بالعطف) أي: على قوله بأنك قوله: (وزعم المعري) هو أبو العلاء المعري نسبه لمعرة النعمان بلدة من بلاد الشام بين حلب وحماة، ومعرة بفتح الميم وتشديد الراء.

  قوله: (وزعم المعري الخ) ينحل المعنى على هذا كفى ثعلاً من الفخر أنك منهم وكفى الدهر أنه أهل لكونك من أهله فقد افتخر شيآن الدهر وأهله وهذا المعنى يرجع للمعنى الثاني الذي جوزه الزمخشري لكن الفارق الإعراب والحذف.

  قوله: (هو أهل) أشار بذلك إلى أن أهل خبر المحذوف وقوله: أنه أهل لكونك من أهله إشارة لتقدير فاعل كفى وهو المشار له بقوله فيما يأتي وقد حذف الفاعل. قوله: (وشرحه) أي: شرح كلام المعري المفيد لبيان التعسف، وقوله: إنه أي الشاعر وحاصل التعسف أنه عطف مفعولاً على مفعول وعطف فاعلاً على فاعل وحذف الفاعل الثاني ولا يقول به إلا بعض الكوفيين.

  قوله: (وهما دهراً) هذا هو المنصوب وقوله وأن ومعمولاها وما تعلق بخبرها هذا هو المرفوع؛ لأنه فاعل وهو المرفوع المحذوف المشار له بقوله ثم حذف المرفوع. قوله: (ثم حذف المرفوع) أي: وهذا لا يتمشى على قول البصريين قاطبة ولا على قول الأكثرين من غيرهم فإنهم لا يجوزون حذف الفاعل.

  قوله: (بالعطف على اسم أن) أي: وهو الكاف في أنك قوله: (عطف على خبرها) أي: وهو منهم. قوله: (ولا معنى للبيت) قد يقال بل له معنى فإن الممدوح إذا كان مشرفاً للزمن لأن الدهر إذا تأهل لوجوده كان مشرفاً لذلك، والحال أن الممدوح منهم فقد حصل لهم الفخر من حيث إن واحداً منهم شرف الدهر.