حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الرابع عشر: التوكيد

صفحة 294 - الجزء 1

  أي: يمسح السوق مسحاً، ويجوز أن يكون صفة أي: مسحاً واقعاً بالسوق، وقوله [من الرجز]:

  ١٥٦ - [نَحْنُ بَنُو ضَبَّةَ أَصْحَابُ الفَلَجُ] ... نَضْرب بالسَّيفِ وَنَرْجُو بالفرج

  الشاهد في الثانية، فأما الأولى فللاستعانة، وقوله [من البسيط]:

  هُنَّ الْحَرائرُ لاَ رَبَّاتُ أخْمِرَةٍ ... سُود المحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسَّوَرِ


  الحرام بإلحاد أي إلحاداً وظلماً. قوله: (مسحاً بالسوق) الباء زائدة وهو جمع ساق أي يقطع بالسيوف ساقات الخيل وأعناقها قوله: (ويجوز الخ) أي: فعليه لا تكون الباء زائدة بل للإلصاق. قوله: (نضرب) هذا شطر بيت وأوله:

  نحن بني ضبة أصحاب الفلج

  نضرب إلخ وقوله بني ضبة نصب على الاختصاص وروي بنو على أنه خبر والفلج الفوز والظفر وأصله بسكون اللام قوله: نحن بني ضبة علم على رجل وهو ابن إد عم تميم والظاهر أن المراد بالفلج في البيت الظفر والفوز لكن لم يحك فيه صاحب الصحاح غير سكون اللام فيحتمل أن يكون الشاعر فتح اللام فيه للضرورة وإلا فالفلج بفتح اللام ما بين الأسنان ولا معنى له هنا. قوله: (الشاهد في الثانية) أي: وهي الجارة للفرج أي نرجو الفرج. قوله: (فأما الأولى) أي: بالسيف فللإستعانة مثل كتبت بالقلم. قوله: (المحاجر) جمع محجر بفتح الميم وكسر الجيم وهو ما يبدو من النقاب وهذا شطر بيت أوله:

  تلك الحرائر لا ربات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسور

  الإشارة بتلك إلى النسوة المذكورات في البيت قبل هذا:

  صلى على عزة الرحمن وابنتها ... لبني وصلى على خالاتها الأخر

  وفي القاموس لبنى كبشرى اهـ أي لا يقرآن السور أي القرآن والخمار ما يستر الرأس أي أن عزة وخالاتها وبنتها حرائر ولسن أصحاب أخمرة بل يسترن جميع البدن ولا سود المحاجر؛ لأن اللائي يلبس الخمار ويسودن محاجرهن لسن من الأكابر وأنهن يقرأن القرآن؛ لأن نفي النفي إثبات والمراد بالمحاجر ما يبدو من النقاب والبرقع وهو حافات العين بحسب الأصل والمراد بالحرائر جمع حرة بضم الحاء المهملة الكريمة ضد الأمة،


١٥٦ - التخريج: الرجز للنابغة الجعدي في (ملحق ديوانه ص ٢١٦؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٢٢؛ والإنصاف ١/ ٢٨٤؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢٥٠، ٢٥١؛ ورصف المباني ص ١٤٣؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣٢؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٤٣ (با)؛ ومعجم ما استعجم ص ١٠٢٩.)

اللغة: بنو ضبة: قوم من تميم الفلج: النهر الصغير، أو البئر الكبيرة. الفرج: انكشاف الكرب وذهاب الغم.

المعنى: نحن أبناء الأعزاء من ضبة من تميم، ونحن أصحاب هذه المياه، ندافع عنها بشجاعة، ونصبر على القتال حتى يكشف الله غمّنا وشدّتنا.