حرف جر لأربعة عشر معنى
  وقيل: ضمّن «تلقوا» معنى «تُفْضُوا»، و «يريد» معنى «يَهُمْ»، و «نرجو» معنى «نطمع»، و «يقرأن» معنى «يرقين» و «يتبركن»، وأنه يقال: «قرأت بالسورة» على هذا المعنى، ولا يقال: «قرأت بكتابك» لفوات معنى التبرك فيه، قاله الشهيلي. وقيل: المراد لا تُلْقُوا أنفسكم إلى التهلكة بأيديكم، فحذف المفعول به، والباء للآلة كما في قولك: «كتبت بالقلم»، أو المراد بسبب أيديكم، كما يقال: لا تُفْسِدُ أَمْرَك برأيك. وكثرت زيادتها في مفعول «عرفت» ونحوه، وقَلَّتْ في مفعول ما يتعدى إلى اثنين كقوله [من الكامل]:
  ١٥٧ - تَبَلَتْ فُؤَادَكَ فِي الْمَنامِ خَرِيدةٌ ... تَسْقِي الضجِيعَ بِبَارِدِ بَسامِ
  وقد زيدت في مفعول «كفى» المتعدية لواحد، ومنه الحديث «كَفى بالمرء إثماً
  وقوله: سود المحاجر صفة لربات فهو في حيز النفي. قوله: (وقيل ضمن الخ) ترك وهدى وقوله فليمدد لعدم إطلاعه على قول بتضمينها. قوله: (ومعنى تفضوا) أي: فالباء للاستعانة يقال أفضى بيده إلى الأرض إذا لمسها بها قوله: (معنى يهم) أي: فعداه بالباء كما في هممنا بالأمر فالباء للإلصاق. قوله: (معنى نطمع) فعراه بالباء الظرفية. قوله: (معنى يرقين) أي: فعداه بالباء التي للاستعانة أو السببية قوله: (على هذا المعنى) أي: معنى التبرك أي تبركت بها قوله: (ولا يقال قرأت بكتابك) أي: حيث كان المخاطب لا يترك بكتابه قوله: (ولا يقال الخ) أي: فإذا قصد التبرك جاز. قوله: (وقيل المراد) أي: في الآية الأولى. قوله: (بسبب أيديكم) أي: فالأيدي من حيث البطش بها سبب أو آلة إدعاء وحكماً.
  قوله: (برأيك) وجهلت بأمره. قوله: (ونحوه) أي مما يتعدى لواحد فقط كعلم بمعنى عرف وسمع وجهل فتقول سمعت برأيه وجهلت بأمره قوله: (تبلت) أي: فسدت فؤادك أي قلبك في المنام خريدة هي العذراء من النساء أو الحسناء، وقوله: تسقي بفتح حرف المضارعة وضمه والمراد بالضجيع ضجيعها وهو الذي يضع جانبه على الأرض بجانبها، وقوله: ببارد أي بارداً أي ريقاً بارداً، وقوله بسام فيه مجاز لأن البسام الفم. قوله: (المتعدية لواحد) أي: وهي التي بمعنى أغنى.
١٥٧ - التخريج: البيت لحسّان بن ثابت في (ديوانه ص ١٠٧؛ والأغاني ٤/ ١٣٧، ١٢٥؛ والجنى الداني ص ٥١؛ والدرر ٣/ ٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣٢؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢٠٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦٧).
اللغة: تَبَلَتْه: أصابته بالمرض بسبب غرامه بها؛ ويقال: قلب متبول إذا غلبه الحب وهيمه. الخريدة: المرأة الشابة البكر. الضجيع: النائم بجانبها. البسام البارد: الثغر المبتسم، وله ريق بارد.
المعنى: لقد أصابت فؤادك حلوة بهواها فغلبته على أمره، كيف لا وهي تملك فماً باسماً، وتقبل صاحبها وتتركه يمص ريقها البارد العذب.