· (ثم) ويقال فيها: «فم»، كقولهم في «جدث»: «جدف»
  وتراخيه في الإعجاب وظهور القدرة، لا لترتيب الزمان وتراخيه.
  الخامس: أن «ثُمَّ» لترتيب الإخبار لا لترتيب الحكم، وأنه يقال: «بَلَغَني مَا صَنَعْتَ الْيَوم ثُمَّ مَا صَنَعْتَ أمْسِ أَعْجَبُ»، أي: ثم أخبرك أن الذي صنعته أمس أعجب.
  والأجوبة السابقة أنفع من هذا الجواب، لأنها تُصحُحُ الترتيب والمُهْلة، وهذا يُصحح الترتيب فقط؛ إذ لا تراخي بين الإخبارين، ولكن الجواب الأخير أعم؛ لأنه يصح أن يُجَاب به عن الآية الأخيرة والبيت.
  وقد أجيب عن الآية الثانية أيضاً بأنَّ {سَوَّاهُ} عطف على الجملة الأولى، لا الثانية.
  حواء من قصيري رجل فكانت الآية الثانية أدخل في إعجاب السامع فعطفها بثم على الآية الأولى إيذاناً بترتبهما في الإعجاب وتراخيهما فيه لا في الزمان. قوله: (وظهور القدرة) أي: في ظهور آثار القدرة لنا ولا يلزم من الترتيب والتراخي في ظهور آثارها لنا الترتيب والتراخي في الزمان لجواز أن يكون ما ظهر لنا من آثارها ثانياً متقدماً في الزمان على ما ظهر لنا من آثارها أولاً. قوله: (لترتيب الأخبار) وهو المعبر عنه بالترتيب الذكري وهو أن يكون ما بعد ثم تاليا لما قبلها في الذكر مع حسن فخرج بقولنا مع حسن ما يحصل مع الواو في قولك جاء زيد وعمرو فإنه يصح هذا وعكسه فلذا لا يقال فيه إنه ترتيب ذكري تأمل.
  قوله: (وإنه يقال) أي: ونظيره إنه يقال قوله: (أنفع من هذا الجواب) أي: الأخير قوله: (لأنها تصحح الترتيب والمهلة) أي: ففي تلك الأجوبة توفير معنى الكلمة التي وضعت له عليها؛ لأن ثم وضعت للتشريك والترتيب والمهلة. قوله: (وهذا) أي: الجواب الأخير قوله: (ولكن الجواب الأخير أعم) أي: من تلك الأجوبة. قوله: (لأنه يصح أن يجاب به الخ) وذلك لأن اعتبار الترتيب فيهما باعتبار الإخبار ممكن ووجهه في البيت إن سيادة الأب، وإن كانت متقدمة على سيادة الابن لكن أخرها عنها لأن سيادة نفسه أخص به من سيادة ابنه، وكذا سيادة الأب بالنسبة لسيادة الجد. قوله: (لأنه أن يصح يجاب به) أي: وأما الأجوبة الأربعة فلا تجري فيها قوله (الآية الأخيرة) هي ذلكم وصاكم به الخ. قوله: (أيضاً) أي: بجواب آخره غير الخامس وهو كون الترتيب باعتبار الإخبار فإنه ممكن في هذه الآية أو المراد أنه أجيب عن الثانية كما أجيب عن الأولى والثالثة فإلا يضيه باعتبار أصل الجواب، وإن تغاير ما أجيب به عن كل منهما. قوله: (عطف على الجملة الأولى) وهي بدأ خلق الإنسان من طين وحينئذ فالترتيب متحقق، وقوله: لا الثانية وهي جعل نسله سلالة من ماء مهين.