١٨٨ - أَلْقَى الصَّحِيفَةَ كَيْ يُخَفِّفَ رَحْلَهُ ... والزَّادَ، حتَّى نَعْلَهُ أَلْقَاهَا

  أو عدم دخوله كما في قوله [من البسيط]:

  ١٨٩ - سَقَى الْحَيَا الأَرْضَ حَتَّى أَمْكُن عُزِيَتْ ... لَهُمْ، فَلَا زَالَ عَنْهَا الْخَيْرُ مَجْدُودًا

  حُمل على الدخول، ويحكم في مثل ذلك لما بعد «إلى» بعدم الدخول،

  قوله: (ألقى الصحيفة الخ) بعده:

  ومضى يظن بريد عمرو خلفه ... خوفاً وفارق أرضه وقلاها

  والبريد الرسول قوله: (حتى نعله ألقاها) القرينة في دخول ما بعدها قوله: ألقاها إذ يفيد دخول النعل في الملقى فإن قلت الذي أخبر أولاً لأنه ألقى هو الصحيفة والزاد والنعل مقطوع بعدم دخوله في شيء منهما فليس جزءاً قلت يؤول ذلك بالمثقل فكأنه قال ألقى ما يقله حتى نعله فالنعل جزء مما قبلها تأويلاً قوله: (كما في قوله) هذا مثال لما إذا حتى وجدت قرينة عدم الدخول قوله: (الحيا) أي: المطر وعزيت نسبت أي سنى المطر الأرض واستمر إلى أن وصل لأرضهم المنسوبة لهم فلم يسقها والكلام خبر معناه الدعاء وقرينة دعائه على أمكنتهم بدوام قطع الخبر عنها يقتضي عدم دخولها في الأرض المدعو لها بالسقي ومجدوداً في البيت بإهمالهما وإعجامهما.

  قوله: (حمل) أي بعدلها وهذا جواب إذا من قوله إذا لم تكن معها قرينة. قوله: (ويحكم في مثل ذلك) أي: حيث لا تكون قرينة تقتضي الدخول أولاً قرينة تقتضي عدمه. قوله: (بعدم الدخول) أي: على العكس من حتى.

١٨٨ - التخريج: البيت للمتلمس في (ملحق ديوانه ص ٣٢٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٧٠؛ ولأبي (أو لابن) مروان النحوي في خزانة الأدب ٣/ ٢١، ٢٤؛ والدرر ٤/ ١١٣؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤١؛ والكتاب ١/ ٩٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٣٤؛ ولمروان بن سعيد في معجم الأدباء ١٩/ ١٤٦؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٦٩؛ وأوضح المسالك ٣/ ٣٦٥؛ والجنى الداني ص ٥٤٧، ٥٥٣؛ وخزانة الأدب ٩/ ٤٧٢؛ والدرر ٦/ ١٤٠؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤١١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦١٤؛ ورصف المباني ص ١٨٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٩؛ وشرح المفصل ٨/ ١٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٤، ٣٦).

اللغة: هذا البيت في قصّة المتلمّس الذي غضب عليه عمرو بن هند فسيره هو وطرفة إلى عامله في البحرين مزودين بكتابين فيهما الأمر بقتلهما ... ولما اقترأ المتلمس كتابه وعلم ما فيه رمى به في نهر الحيرة والمعنى أنّه ألقى الكتاب والزاد وحتى النعل.

١٨٩ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح الأشموني ٢/ ٢٨٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٧١).

اللغة: الحيا المطر الذي يحيي الأرض. أمكن: جمع مكان. عزيت لهم: نسبت. المجدود: المقطوع.

المعنى: أرجو أن يهطل المطر الغزير فيروي الأرض ويحييها، عدا الأماكن المنسوبة لهم، فأتمنى لو استمر المطر مقطوعاً عنها.