حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (حتى) حرف يأتي لأحد ثلاثة معان

صفحة 348 - الجزء 1

  ١٩٣ - سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى تَكِلُّ مَطِيُّهُمْ ... وحتَّى الْجِيَادُ مَا يُقَدْنَ بِأَرْسَانِ

  فيمن رفع «تكل» أن جملة تكل مطيهم معطوفة بـ «حتى» على «سريت بهم».

  الثالث: أنها إذا عطفت على مجرور أُعِيدَ الخافض، فرقاً بينها وبين الجارة، فتقول: «مَرَرْتُ بالقوم حتى بزيد» ذكر ذلك ابن الخباز، وأطلقه، وقيده ابن مالك بأن لا يتعين كونها للعطف، نحو «عَجِبْتُ من الْقَوْمِ حَتَّى بَنِيهِمْ»، وقوله [من الخفيف]:

  ١٩٤ - جُودُ يُمْنَاكَ فَاضَ فِي الْخَلْقِ حَتَّى ... بَائِسِ دَانَ بالإساءَةِ دِينا


  قوله: (سريت بهم الخ) تمامه:

  وحق الجياد ما يقدن بأرسان

  قوله: (سريت بهم) السرى هو السير ليلاً وتكل بفتح حرف المضارعة وكسر الكاف تتعب والمطي جمع مطية وهي الدابة تمطو في سيرها أي تمد، والجياد جمع جواد الترس الجيد الرائع وتقدن تمسكن بمقودها لتسير والأرسان جمع رسن وهو الحبل يقول إنه سار بهؤلاء القوم ليلاً إلى أن تعبت مطاياهم وصارت الخيل لا تمسك بأرسانها بل تسير بأنفسها من غير قائد وهو كناية عن شدة تعبها اهـ دماميني قوله: (على مجرور) أي: مظهر أو مضمر وبهذا يحصل الفرق وإلا قالوا وإنما عطف على مجرور مضمر أعيد الخافض. قوله: (فرقاً بينها) أي: بين حتى العاطفة وبين حتى الجارة. قوله: (وأطلقه) أي: فلم يفرق بين كونها متعينة للعطف وغير متعينة له قوله: (وقيده) أي: قيد كلام ابن الخباز وهو إعادة الجار. قوله (بأن لا يتعين) أي: فإن تعين أنها للعطف فلا يشترط إعادة الجار كما في قوله حتى بنيهم وكما في حتى بائس فإنها متعينة للعطف فلا حاجة لإعادة الجار وإنما تعين العطف لأن إلى لا تحل محل حتى فيهما. قوله: (نحو عجيب الخ) هو والبيت بعده مثال لما تعين أن تكون فيه حتى للعطف. قوله: (بائس) هو ا الشديد ودان بالإساءة أي


١٩٣ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ٩٣؛ والدرر ٦/ ١٤١؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٢٠؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٠؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٢٨، ٢٥٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٧٤؛ وشرح المفصل ٥/ ٧٩؛ والكتاب ٣/ ٢٧، ٦٢٦؛ ولسان العرب ١٥/ ٢٨٤ (مطا)؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٦٧؛ وجواهر الأدب ص ٤٠٤؛ ورصف المباني ٥/ ١٨١؛ وشرح المفصل ٨/ ١٩؛ ولسان العرب ١٥/ ١٢٤ (غزا)؛ والمقتضب ٢/ ٧٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٦).

اللغة: سريت: سرت ليلاً تكل تتعب المطي: الدواب الصالحة للركوب عليها. الجياد: جميع جواد وهو الحصان العتيق الكريم الأصل. الأرسان: جمع رسن وهو حبل يقاد الحصان به.

المعنى: بقيت أسير بهم كلّ الليل حتى تعبت مطيهم، وصارت جيادهم تمشي كما شاء لها فرسانها بدون أرسان، لشدّة تعبها.

١٩٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٦/ ١٤٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٥٢٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٧٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٧).

اللغة: جود يمناك: كرمك، وخص اليمين لأنهم عادة ما يعطون بها. فاض: زاد وكثر. البائس: =