· (حتى) حرف يأتي لأحد ثلاثة معان
  ابتداء، وأن «إذا» في موضع نصب بشرطها أو جوابها الجواب في الآية محذوف، أي: امتحنتم، أو انقسمتم قسمين، بدليل {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران: ١٥٢]؛ ونظيره حذف جواب «لما» في قوله تعالى: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ}[لقمان: ٣٢]، أي: انقسموا قسمين فمنهم مقتصد ومنهم غير ذلك؛ وأما قول ابن مالك إن {فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} هو الجواب فمبني على صحة مجيء جواب «لما» مقروناً بالفاء، ولم يثبت. وزعم بعضهم أن الجواب في الآية الأولى مذكور وهو {وَعَصَيْتُمْ}[آل عمران: ١٥٢] أو {صَرَفَكُمْ}[آل عمران: ١٥٢]، وهذا مبني على زيادة الواو و «ثم»، ولم يثبت ذلك.
  وقد دخلت «حتى» الابتدائية على الجملتين الاسمية والفعلية في قوله [من الطويل]:
  سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى تَكِلُّ مَطِيُّهُمْ ... وَحَتَّى الْجِيَادُ مَا يُقَدْنَ بَأَرْسَانِ
  فيمن رواه برفع «تكلّ»، والمعنى: حتى كَلَّتْ، ولكنه جاء بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية، كقولك: «رأيتُ زيداً أمْسِ وهو راكب»؛ وأما مَنْ نصب فهي
  قوله إذا تحسونهم بإذنه والحسن القتل والمعنى إذ تبتلونهم بإذن الله إلى وقت فشلكم. قوله: (وإنها) أي: حتى قوله: (بشرطها) أي: عند المحققين وقوله أو جوابها أي عند الأكثرين وأو لحكاية الخلاف.
  قوله: (أي امتحنتم) أي: اختبرتم قوله: (من يريد الدنيا) أي: أخذ الغنائم. قوله: (ومنكم من يريد الآخرة) أي: المسلمين لما قابلوا عسكر الكفار انهزم الكفار فقال بعض المسلمين توجهوا بنا لأخذ الغنائم، وقال بعضهم لا نبرح عن مكاننا حتى يأتينا النبي فحصل بينهم نزاع ثم إن الكفار جعلوا عليهم فهزموهم. قوله: (ونظيره) أي: نظير حذف جواب إذا في هذه الآية قوله: (فمنهم مقتصد) أي: باقٍ على الإيمان الذي كان منه والإخلاص لم يعد إلى الكفر وقوله ومنهم غير ذلك أي غير مقتصد بل ترك الإيمان الذي كان منه في تلك الحالة وعاد للكفر والضمير في قوله أولاً وإذا غشيهم كالظل دعوا الله مخلصين له الدين للكفار. قوله: (في الآية الأولى) وهي حتى إذا فشلتم وقوله أو صرفكم أي القرون بثم. قوله: (على زيادة الواو) أي: بالنسبة لعصيتم وقوله وثم أي بالنظر لصرفكم. قوله: (ولم يثبت ذلك) وحينئذٍ فلا يلتفت لذلك القول. قوله: (في قوله) أي: امرئ القيس. قوله: (والمعنى حتى كلت) أي: فالمعنى على المضي ورفع نظر الحكاية الحال الماضية فلاحظ أن ما مضى واقع الآن وهذا ليس بمتعين إذ يحتمل أن امرئ القيس قال ذلك حين كلال الطي، وحينئذ تكون الحال حقيقة ولا مانع من عطف المضارع على الماضي. قوله: (كقولك رأيت زيداً أمس وهو راكب) هذا تنظير في حكاية الحال الماضية لأن وهو راكب جملة حالية قيد والجملة الحالية في عاملها ولا شك أن عاملها ماضِ