· (رب) حرف جر،
  ووجه الدليل أن الآية والحديث والمثال مسوقة للتخويف، والبيتين مسوقان للافتخار، ولا يناسب واحداً منهما التقليل.
  ومن الثاني قول أبي طالب في النبي ﷺ [من الطويل]:
  ٢٠٨ - وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ للأَرَامِلِ
  الافتخار. قوله: (ووجه الدليل) أي: الاستدلال بما ذكر على مجيء رب للتكثير وفي نسخة وتوجيه ذلك قوله: (والمثال) أي: المحكي عن الإعرابي. قوله: (ولا يناسب واحد منهما) أي: التخويف والافتخار التقليل. (أقوال) الافتخار بالقليل قد يقع لا من حيث قلته بل من حيث كونه عزيز المثال لا يوصل إليه إلا بشق النفس فالظفر به مع الحالة يناسب الافتخار وحينئذ فقول المصنف أن التقليل لا يناسب الافتخار إن قصده كلياً منعناه، وإن قصده جزئياً باعتبار البيتين اللذين أنشدهما وأمثالهما فلا تعقب عليه إذ ما وقع به الافتخار في البيت الأول لهوه بامرأة جميلة، وما افتخر به صاحب البيت الثاني هو إبقاؤه في جبل عال ورفع ريح الشمال لثوبه فكل مما في الأول والثاني ليس أمراً عزيز المثال لا يحصل إلا بشق الأنفس والافتخار بمثل ذلك لا يكون إلا بالكثرة ولا يكون بمجرد الحصول في الجملة اهـ دماميني. قوله: (ومن الثاني) أي: ورودها للتقليل. قوله: (أبي طالب) أي: في مدح النبي ﷺ. قوله: (وأبيض الخ) أي: ورب أبيض فأبيض مجرور برب محذوفة وهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل أي ورب شخص
وخزانة الأدب ١١/ ٤٠٤؛ والدرر ٤/ ٢٠٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٨١؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٢؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٣٩٣؛ والكتاب ٣/ ٥١٨؛ ولسان العرب ٣/ ٣٢ (شيخ)، ١١/ ٣٦٦ (شمل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٤٤، ٤/ ٣٢٨؛ ونوادر أبي زيد ص ٢١٠ (وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٩٣، ٣٦٦، ٣٦٨؛ والدرر ٥/ ١٦٢؛ ورصف المباني ص ٣٣٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٩؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٠٦؛ وشرح المفصل ٩/ ٤٠؛ وكتاب اللامات ص ١١١؛ والمقتضب ٣/ ١٥؛ والمقرب ٢/ ٧٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٨، ٧٨).
شرح المفردات أوفى: أشرف أو نزل. العلم: الجبل. الشمالات: ج الشمال، وهي ريح الشمال.
المعنى: يفخر الشاعر بأنه يحفظ أصحابه في رأس جبل إذا خافوا من الأعداء، ويكون لهم طليعة.
٢٠٨ - التخريج: البيت لأبي طالب في (خزانة الأدب ٢/ ٦٧، ٦٩)؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٥؛ ولسان العرب ١١/ ٩٤ (ثمل)، ٢٩٧ (رمل)، ١٢/ ٤٠٤ (عصم).
اللغة: يستسقى: يُطلب به السقاية الغمام جمع غمامة وهي السحابة الممطرة. الثمال: الغياث والملجأ. العصمة: الحصن والحافظ الأذى. الأرامل: جمع أرملة وهي من فقدت زوجها وجمع أرمل أيضاً.
المعنى: وربّ صاحب وجه أبيض، يطلب الناس المطر من ربّ العالمين بكرم وجهه، وهو ملجأ من فقد أباه، وحافظ من فقدت زوجها (معيلها).