حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (رب) حرف جر،

صفحة 370 - الجزء 1

  وَيَكْمُلُ فِي تِسْعِ وَخَمْسٍ شَبَابُهُ ... وَيَهْرَمُ فِي سَبْعِ مَعاً وَثَمَانِ

  أراد عيسى وآدم @ والقمَرَ. ونظيرُ «ربَّ» في إفادة التكثير «كم» الخبرية، وفي إفادته تارةً وإفادة التقليل أخرى «قَذ»، على ما سيأتي، إن شاء الله تعالى، في حرف القاف وصيغ التصغير، تقول: «حُجَيْر» و «رُجَيْل»، فتكون للتقليل، وقال [من الطويل]:

  ٢١٠ - فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شَامِخِ لَنْ تَنَالَهُ ... بقنَّتِهِ حَتَّى تَكِلُّ وَتَعْمَلَا

  وقال لبيد [من الطويل]:

  وكُلُّ أَناسِ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ ... دُونِهِيَةً تَصْفَرُ مِنْهَا الأَنامِلُ

  إلا أن الغالب في «قَدْ» والتصغير إفادتهما التقليل، و «رُبَّ» بالعكس.

  وتنفردُ «رُبَّ» بوجوب تصديرها، ووجوب تنكير مجرورها، ونعته إن كان


  وذي شامة سوداء في حر وجهه

  مخلدة الخ وهو ظاهر. قوله: (ويكمل في تسع وخمس الخ) أي: أربعة عشر يوماً. قوله: (معاً) مقدمة من تأخير. قوله: (وصيغ التصغير) أي: فإنها تفيد التقليل والتكثير ومراده بالتكثير التعظيم ومراده بالتقليل التحقير لأن صيغ التصغير إنما تفيد التعظيم كما في البيتين الأخيرين أو التحقير كما في المثالين الأولين وهذا بناءً على ترادف التعظيم والتكثير والتقليل والتحقير والحق أن التعظيم والتحقير يرجعان للكيف والتكثير والتقليل يرجعان للكم اهـ تقرير دردير قوله: (حجير) أي: حقير ورجيل أي حقير. قوله: (شامخ) أي: عالٍ وقوله بقنته أي أعلاه وقوله حتى تكل من الكلال وهو الإعياء وقوله وتعملا أي: تذل من العمل. قوله: (دوبهية) هي الموت وقوله تصفر بالفاء قوله: (ورب بالعكس) أي: الغالب إفادتها التكثير. قوله: (وتنفرد رب) أي: عن بقيه حروف الجر المشهورة. قوله: (بوجوب تصديرها) أي: في الجملة التي وقعت فيها وهذا لا ينافي وقوع تلك الجملة خبراً نحو إني رب رجل كريم لقيته. قوله: (ونعته إن كان ظاهراً) هذا مذهب بعض وذهب كثير من المحققين أنه لا يجب نعته. قوله: (ووجوب تنكير مجرورها) أي: الذي باشرته فلا


٢١٠ - التخريج: البيت لأوس بن حجر في (ديوانه ص ٨٧؛ وسمط اللآلي ص ٤٩٢؛ وشرح شواهد الشافية ص ٨٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٩؛ ولسان العرب ١٢/ ٤٩٢ (قلزم)؛ والمعاني الكبير ص ٨٥٩؛ والمقرب ٢/ ٨٠؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٧٠٦؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١/ ١٩٢؛ وشرح المفصل ٥/ ١١٤).

اللغة: فويق: تصغير لكلمة فوق؛ وكذلك جبيل: تصغير لكلمة جبل. الشاهق: العالي. تكل: تتعب. قنته وقمته: أعلاه.

المعنى: يصف غنماً في أعلى جبل عالي الذروة، لن يصل المرء إلى أعلاه حتى يبذل جهداً وعملاً حتى يتعب.