حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (على) على وجهين

صفحة 393 - الجزء 1

  والرابع: التعليل كـ «اللام»، نحو: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}⁣[البقرة: ١٨٥] أي: لهدايته إياكم، وقوله [من الطويل]:

  ٢٢٥ - عَلامَ تَقُولُ الرُّمْحَ يُثْقِلُ عَاتِقِي ... إِذَا أَنا لَمْ أَطَعُنْ إِذَا الْخَيْلُ كَرَّتِ

  الخامس: الظرفية كـ «في»، نحو: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ}⁣[القصص: ١٥]، ونحو: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}⁣[البقرة: ١٠٢] أي: في «زَمَنِ ملكه»، ويحتمل أن {تَتْلُو} مضمّن معنى «تَتَقَوَّل»، فيكون بمنزلة: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ٤٤}⁣[الحاقة: ٤٤].

  السادس: موافقة «مِنْ»، نحو: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ٢}⁣[المطففون: ٢].

  السابع: موافقة الباء، نحو: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ}⁣[الأعراف: ١٠٥] وقد قرأ أبي بالباء، وقالوا: اركب على اسم الله.

  الثامن: أن تكون زائدة: للتعويض، أو غيره.

  فالأول كقوله [من الرجز]:


  أيضاً أي: ينم علينا أي ينقل عنا على وجه الإفساد ومادة النميمة تتعدى بعلى يقال فلان ينم عليك وهي للاستعلاء المعنوي. قوله: (علام الخ) أي: لأي شيء تقول أن تظن. قوله: (على حين غفلة) أي: في حين قوله: (ويحتمل أن تتلوا الخ) أي: فهي حينئذ على حالها فلا شاهد فيه. قوله: (ولو تقول علينا) أي: لو ادعى علينا شيئاً لم نقله. قوله: (نحو حقيق) أي: أنا جدير وحقيق بقول الحق قوله: (علي أن لا أقول) أي: بأن لا أقول قوله: (وقد قرأه الخ) دليل على أن علي بمعنى الباء؛ لأن مادة حقيق تتعدى بالباء. قوله: (بالباء) أي: فقراءته تفسير لقراءة الجماعة. قوله: (وقالوا) أي: العرب. قوله: (أن تكون زائدة للتعويض) أي: عن كلمة على محذوفة وجعلها زائدة نظراً لوقوعها في غير موضعها، وإن كان المعنى عليها قوله: (أو لغيره) أي: لغير تعويض بل زائدة لغير شيء.


٢٢٥ - التخريج: البيت لعمرو بن معد يكرب في (ديوانه ص ٧٢؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٦؛ والدرر ٢/ ٢٧٤؛ وشرح التصريح ١/ ٢٦٣؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٥٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٤١٨؛ ولسان العرب ١١/ ٤٧٥ (قول)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٣٦؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ١٦٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١٥٧).

شرح المفردات العاتق ما بين المنكب والعنق. كر: عطف.

المعنى: يتساءل: لم يحمل الرمح ويستثقل به إذا لم يطعن به الأعداء عندما تكرّ الخيول، وتحتدم المعركة؟