· (على) على وجهين
  ٢٢٦ - إِنَّ الكَرِيمَ، وَأَبِيكَ، يَعْتَمِلْ ... إِنْ لَمْ يَجِدْ يَوماً عَلَى مَنْ يَتَّكِلْ
  أي: من يتكل عليه، فحذف عليه وزاد «على» قبل الموصول تعويضاً له، قاله ابن جني، وقيل: المراد إن لم يجد يوماً شيئاً، ثم ابتدأ مستفهماً فقال: على من يتكل؟ وكذا قيل في قوله [من البسيط]:
  ٢٢٧ - وَلَا يُؤَاتِيكَ فِيمَا نَابَ مِنْ حَدَثٍ ... إِلا أَخُوثِقَةِ، فَانْظُرْ بِمنْ تَشِقُ
  إن الأصل: فانظر لنفسك، ثم استأنف الاستفهام. وابن جني يقول في ذلك أيضاً: إن الأصل: فانظر من تَثِقُ به فحذف الباء ومجرورها، وزاد الباء عوضاً،
  قوله: (وأبيك) الواو حرف قسم وجر وأبيك مجرور بالواو ليست الواو للعطف إذ لا يصح، وإلا لقال وأباك. قوله: (يعتمل) أي: يتكلف العمل لأجل المعاش إن لم يجد يوماً من يتكل عليه فقوله من مفعول يجد وإن لم يجد شرط في قوله يتعمل.
  قوله: (قبل الموصول) أي: وهي من الواقعة مفعولاً فعلى زائدة لا تتعلق بشيء. قوله: (وقيل المراد الخ) أي فعلى أصلية متعلقة بيتكل ومفعول يجد محذوف، أي: إن لم يجد شيئاً وكأنه قيل على من يتكل حتى يترك العمل. قوله: (وكذا قيل) أي: ومثل ما تقدم من أن حرف الجر متعلق بما بعده لا أنها زائدة للتعويض.
  قوله: (ولا يؤاتيك) بالهمز وقد تبدل واواً أي: لا يأتيك من الحوادث إلا الأخ الثقة فانظر بنفسك أي: شخص تثق؛ لأنه لم يوجد وعلى هذا الفيل فالباء متعلقة بتثق. قوله: (فانظر لنفسك) أي: أخا ثقة.
٢٢٦ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ١/ ٢٩٢؛ والجنى الداني ص ٤٧٨، وخزانة الأدب ١٠/ ١٤٦؛ والخصائص ٢/ ٣٠٥؛ والدرر ٤/ ١٠٨؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٠٥ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٤؛ وشرح التصريح ٢/ ١٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٤١٩؛ والكتاب ٣/ ٨١؛ ولسان العرب ١١/ ٤٧٥ (عمل)؛ والمحتسب ١/ ٢٨١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٢).
اللغة: يعتمل: يعمل بنفسه، أو يضطرب في العمل. يتكل عليه: يعتمد.
المعنى: أقسم بأبيك، أن الرجل الشريف الجواد، لا يأنف من العمل بنفسه إذا لم يجد من يعتمد عليه في العمل.
٢٢٧ - التخريج: البيت لسالم بن وابصة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٤١٩؛ والمؤتلف والمختلف ص ١٩٧؛ ونوادر أبي زيد ص ١٨١؛ وبلا نسبة في الدرر ٤/ ١٠٧؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٩٢؛ ومجالس ثعلب ١/ ٣٠٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٢).
اللغة: يؤاتيك ويواتيك: يساعدك ويكون مناسباً لك ناب حلّ، أصاب. الحدث: الأمر المنكر، والنائبة.
المعنى: وحده الصديق الحقيقي الذي يبقى معك، ويساعدك عند الشدائد والمحن، فتأمل كيف تختار أصدقاءك، ومن هو الصديق الذي تثق به.