· (على) على وجهين
  ٢٢٩ - فوالله لا أنسَى قَتِيلاً رُزئْتُهُ ... بِجَانِبِ قُوسَى، مَا بَقِيتُ عَلَى الْأَرْضِ
  عَلَى أَنَّهَا تَعْفُو الكُلُومُ، وَإِنَّما ... نُوَكَّلُ بالأدنَى وَإِنْ جَلَّ مَا يَمْضِي
  أي على أن العادة نسيان المصائب البعيدة العهد، وقوله [من الطويل]:
  ٢٣٠ - بِكُلِّ تَدَاوَيْنَا فَلَمْ يُشْفَ مَا بِنَا ... عَلَى أَنْ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ
  ثم قال [من الطويل]:
  عَلَى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنَافِعِ ... إِذَا كَانَ مَنْ تَوَاهُ لَيْسَ بِذي وُد
  قوله: (رزئته) أي: أصبت به وهو بالبناء للمفعول وقوسي بفتح القاف موضع ببلاد الشراة والباء من قوله بجانب تتعلق بقوله قتيلاً محذوفاً لا المذكور؛ لأن وصف المصدر مانع من أعماله، وإنما يعني قتيلاً محذوفاً أي رزئته حال كونه قتيلاً بجانب قوسي وقوله تعفو أي: يدرس ويذهب أثرها بالبرء والكلوم الجراح جمع كلم كفلس. قوله: (على أنها) أي: القصة وقول المصنف أي: على أن العادة حل للمعنى المراد. قوله: (وإنما يؤكل) أي: وإنما يداوي الجرح القريب وأما الجرح البعيد فلا يلتفت له، وإن عظم. قوله: (بالأدنى) أي: بالجرح الأدنى أي الحاضر. قوله: (بكل تداوينا) أي: تداوينا من داء المحبة بكل من قربنا من دار المحبوب وبعدنا عنها فلم يحصل الشفاء من ذلك الداء لكن القرب خير من البعد، ثم قال على أن الخ. قوله: (بكل تداوينا الخ) أوله:
  ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد
  وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل وأن النأي يشفي من الصد
٢٢٩ - التخريج: البيتان أو الثاني منهما لأبي خراش الهذلي في (أمالي المرتضى ١/ ١٩٨؛ وخزانة الأدب ٥/ ٤٠٥، ٤١٥؛ وسمط اللآلي ص ٦٠١؛ وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٣٠؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٨٦؛ وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٢١؛ وشرح المفصل ٣/ ١١٧؛ والشعر والشعراء ٢/ ٦٦٨؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٤٥٣؛ والخصائص ٢/ ١٧٠؛ والمحتسب ٢/ ٢٠٩).
اللغة: الرزء المصيبة؛ رزئته فجعت به قوسي: موضع تعفو: تذهب آثارها. الكلوم: الجراح. نوكل بالأدنى: نهتم بالقريب. جل: عظم.
المعنى: أقسم بالله - جل وعزّ - إنني لن أنسى، ما عشت على هذه الأرض، هذا القتيل الذي فجعت به، رغم أن الجراح تندمل وتذهب آثارها مع الزمن، ولكننا - نحن البشر - اعتدنا الاهتمام بالجرح الجديد، مهما تكن خطورة ما راح.
٢٣٠ - التخريج: البيت ليزيد بن الطثرية في (ديوانه ص ٨٢؛ وذيل الأمالي ص ١٠٤؛ وللمجنون في ديوانه ص ٨٩؛ ولعبد الله بن الدمينة في ديوانه ص ٨٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٢٥؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥٤؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٤).
المعنى: لم نترك دواء معروفاً إلا واستخدمناه لنشفى من الهوى، ولكن هيهات، إنما قربنا من دار من نهوى أشفى لنفوسنا من بعدنا عنها.