· (قد) على وجهين
  إما ظاهرة، نحو: {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}[البقرة: ٢٤٦]، أو مُقدَّرة، نحو: {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}[يوسف: ٦٥]، ونحو: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}[النساء: ٩٠] وخالفهم الكوفيون والأخفش؛ فقالوا: لا تحتاج لذلك، لكثرة وقوعها حالاً بدون «قد» والأصل عدم التقدير، لا سيما فيما كثر استعماله.
  الثالث: ذكره ابن عصفور، وهو أن القَسَمَ إذا أجيب بماض متصرفِ مُثْبَتٍ، فإن كان قريباً من الحال جيء باللام و «قد» جميعاً، نحو: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا}[يوسف: ٩١]، وإن كان بعيداً جيء باللام وَحدَها كقوله [من الطويل]:
  بعدها قد يكون مستقبلاً بالنسبة لما قبلها، وإن كان ماضياً بالنسبة لزمن التكلم فعلى هذا إذا قلت جاء زيد يركب كان المفهوم منه كون الركوب ماضياً بالنسبة إلى المجيء فقدما عليه فلا تحصل مقارنة الحال لعاملها، فإذا دخلت عليه قد قربته من المجيء وما قارب الشيء له حكمه فتدبر.
  قوله: (الواقع حالاً) المراد بالحال الوصف الفضلة المنتصب الخ، وليس المراد به الزمن الحال اهـ تقرير دردير قوله: (الواقع حالاً) أي: الواقع هو وفاعله في محل نصب على الحال قوله: (لكثرة وقوعها) أي: الجملة الماضوية والمناسب وقوعه أي: الفعل الماضي.
  قوله: (جيء باللام وقد جميعاً) أي: فنحو والله لقد جاء زيد معناه أن مجيء زيد حصل في زمن قريب من هذا الزمن الحاضر. قوله: (تاالله لقد آثرك الله علينا) أي: فضلك الله علينا في الزمن القريب من هذا الزمان الحاضر حيث جعلك ملكاً ويأتيك الناس من أجل المجاعة. قوله: (جيء باللام وحدها) أي: فيجوز والله لزيد جاء معناه أن مجيء زيد حصل في زمان ماض من مدة بعيدة.
  قوله: (كقوله) أي: قول امرئ القيس. قوله: (جعلت لها) أي: لمحبوبته حين طرقها ليلاً. قوله: (حلفه فاجر) الفاجر الكذوب ولناموا جواب حلفت لا جواب قسم لمحذوف ومن حديث أما على حذف مضاف، أي: من ذي حديث أو على جعل الحديث بمعنى المحادث كالعشير بمعنى المعاشر والصالي المصطلي وهو الذي يتدفأ بالنار يقول طرقت المحبوبة، فاستشعرت الخوف من الرقباء فحلفت لها ان القوم الذين كانوا يتحدثون ويصطلون ناموا من مدة ماضية بعيدة فلا ينتبهون.
  قوله: (لناموا) أي: في زمن ماض بعيد فلا ينتبهون ولو قال لقد لأفاد أنهم ناموا عن قرب، ولو كان كذلك لمنعته خوفاً من أن أحد يصحو من النائمين؛ لأن النائم عن قرب شأنه التنبه بأدنى شيء. قوله: (لناموا) أي: من زمن بعيد فلا نخشى يقظتهم.