· (قد) على وجهين
  ٢٨٨ - حَلَفْتُ لَها بِاللَّهِ حَلْقَةً فَاجِرٍ ... لنَامُوا، فما إِنْ مِنْ حَدِيثٍ وَلَا صَالِي
  اهـ. والظاهر في الآية والبيت عكس ما قال، إذ المراد في الآية: فضلك الله علينا بالصبر وسيرة المحسنين، وذلك محكوم له به في الأزل، وهو متصف به مذ عَقَلَ، والمراد في البيت أنهم ناموا قبل مجيئه.
  ومُقْتَضَى كلام الزمخشري أنها في نحو: «وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا» للتوقع لا للتقريب؛ فإنه قال في تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا}[الأعراف: ٥٩] في سورة الأعراف: فإن قلت: فما بالهم لا يكادون ينطقون بهذه اللام إلا مع «قد»، وقَلَّ عنهم نحو قوله: «حَلَفْتُ لها بالله - البيت»، قلت: لأن الجملة القسميّة لا تساق إلا تأكيداً
  قوله: (ان من حديث) أي: من محدث ولا صالي أي: موقد للنار. قوله: (بالصبر الخ) قال الدماميني: لا نسلم أن المراد لقد آثرك الله علينا بالصبر إذ يجوز أن يكون المراد بالحكم علينا في أرضك وذلك قريب من حال تكلمهم بذلك ورده الشمني بأن تصرفه بالملك وحكمه عليهم في أرضه أمر ظاهر لا يحتاج للحلف عليه، فالحلف يمنع من إرادة هذا المعنى قوله: (وذلك محكوم له به في الأزل) أي: فزمن الفعل سابق على زمن التكلم بمدة طويلة. قوله: (والمراد في البيت انهم ناموا قبل مجيئه) يعني: بقرب حتى يتم الرد على ابن عصفور ورده الدماميني بأنه لو كان المعنى على القرب لكان فيه تغييراً لها؛ لأن النوم بقرب حصوله يزول بأدنى موقظ وأجاب الشمني بأن النوم في مبدئه يكون ثقيلاً خصوصاً إذا كان أثر سهر وتعب كما هو عادة العرب. قوله: (أنهم ناموا قبل مجيئه) أي: قبيل مجيئه، ولو عبر به كان أولى؛ لأن المراد القرب لأجل أن يتم الرد على ابن عصفور، وإنما كان المراد القرب؛ لأنه محرص على نوم الرقباء فبمجرد نومهم يأتي محبوبته. قوله: (للتوقع) المفاد من كلام الزمخشري أن التوقع هنا أن المخاطب كان يتشوف لكلام ما قبلها لا أنه كان متشوفاً لتحقق مصدر مدخولها كما هو التوقيع السابق. قوله: (للتوقيع الخ التحقيق) أن قد لا تفيد إلا التحقيق ولا تفيد توقعاً ولا تقريباً. قوله: (فإن قلت) هذا مقول الزمخشري قوله: (بهذه اللام) أي: الواقعة في جواب القسم. قوله: (نحو قوله الخ) نحو فاعل قل أي: قل عنهم التجرد من قد كما في قوله لناموا الخ. قوله: (القسمية)
٢٨٨ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ٣٢؛ والأزهية ص ٥٢؛ والجنى الداني ص ١٣٥؛ وخزانة الأدب، ١٠/ ٧١، ٧٣، ٧٤، ٧٧ ٧٩؛ والدرر ٢/ ١٠٦، ٤/ ٢٣١؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٧٤، ٣٩٣، ٤٠٢؛ وشرح شواهد المغني، ١/ ٣٤١، ٤٩٤؛ وشرح المفصل ٩/ ٢٠، ٩٧؛ ولسان العرب ٩/ ٥٣ (حلف)؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٧٧؛ ورصف المباني ص ١١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١١٢٤، ٢/ ٤٢).
اللغة: الفاجر: الذي يأتي بالفاحشة والشر. الصالي: الذي يتدفاً.
المعنى: لقد أقسمت لها أنهم ناموا، فلم يبق من يستمع لحديث، أو من يتدفأ على نار.