· (قد) على وجهين
  للجملة المُقْسَمِ عليها التي هي جوابها، فكانت مظنة لمعنى التوقع الذي هو معنى «قد» عند استماع المخاطب كلمة القسم، اهـ.
  ومُقْتَضى كلام ابن مالك أنها مع الماضي إنّما تُفيد التقريب كما ذكره ابن عصفور، وأن من شرط دخولها كونَ الفعلِ متوقعاً كما قدمنا؛ فإنه قال في تسهيله: وتدخل على فعل ماض متوقع لا يشبه الحرف لقربه من الحال اهـ.
  الرابع: دخول لام الابتداء في نحو: «إِنَّ زَيْداً لَقَدْ قَامَ»، وذلك لأن الأصل دخولها على الاسم، نحو: «إنَّ زَيْداً لقائم» وإنما دخلت على المضارع لشبهه بالاسم، نحو: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}[النحل: ١٢٤]، فإذا قَرُب الماضي من الحال أشبه المضارع الذي هو شبيه بالاسم، فَجَازَ دُخُولُها عليه.
  المعنى الثالث، التقليل، وهو ضربان: تقليلُ وقوع الفعل، نحو: «قد يَصْدُقُ الْكَذوبُ»، و «قد يَجُود البخيل» وتقليل متعلقه، نحو قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}[النور: ٦٤]،
  وهي والله لأنها بمعنى اقسم والله وقولك والله جملة توكيد لقولك لقد قام زيد فبمجرد الإتيان بالجملة القسمية ينظر الجواب المؤكد فيؤتى بقد للتوقيع. قوله: (فكانت مظنة لمعنى التوقع) الإضافة للبيان، أي: فكانت مظنة لتوقع المخاطبة لها وانتظاره لذكرها عند استماعه كلمة القسم. قوله: (إنما تفيد التقريب) أي: ولا تفيد التوقع أصلاً. قوله: (دخولها) أي: قد التي للتقريب وقوله: متوقعاً كما قدمنا، أي: في قوله؛ لأنه قال تدخل على ماض متوقع بعد قوله وعبارة ابن مالك في ذلك حسنة. قوله: (وتدخل الخ) هذه عبارة ابن مالك الذي تقدم انه قال في شأنها وعبارة ابن مالك في ذلك حسنة وقوله: لا يشبه الحرف أي: في الجمود يخرج ليس وعسى ونعم وبئس. قوله: (الرابع) أي: من الأحكام التي انبنت على إفادتها التقريب. قوله: (دخول لام الابتداء) أي: على الماضي. قوله: (وذلك) أي: وبيان ذلك البناء. قوله: (لشبهه بالاسم) أي: في احتمال الحال والاستقبال. قوله: (فإذا قرب) أي: بواسطة قد فشبه الماضي للمضارع المشبه للاسم بواسطة قد فمن ثمرة إفادة قد التقريب دخول لام الابتداء على الماضي المشبه للمضارع المشبه للاسم فصح دخول اللام على الفعل في الحقيقة، وإن كانت اللام في الظاهر داخلة على قد. قوله: (فجاز دخولها عليه) أي: على الماضي في الحقيقة، وإن كانت اللام بحسب الظاهر داخلة على قد قوله: (المعنى الثالث) أي: من المعاني الخمسة التي قد تفيدها قد قوله: (قد يصدق الكذوب) أي: صدقه قليل.
  قوله: (وقد يعثر الجواد) أي: فعثره قليل كما أن وقوع الصدق من الكذوب قليل وفي نسخة وقد يجود البخيل قوله: (وتقليل متعلقة) أي: معموله وهو هنا المفعول. قوله: (قد يعلم ما أنتم عليه) أي: فعلم المولى بذلك واقع وقد أفادت أن ذلك أي: ما