حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الكاف المفردة

صفحة 488 - الجزء 1

  كذا» توكيداً لهذا لذلك، ولا خبراً لمحذوف بتقدير: الأمر كذلك، لِمَا يُؤدِّي إليه من عدم ارتباط ما بعده بما قبله.

  قلت: «مثل» بَدَل «كذلك»، أو بيان أو نصب بـ «يعلمون»، أي: لا من يعلمون اعتقاد اليهود والنصارى، فـ مثل بمنزلتها في «مِثْلُكَ لا يَفْعَلُ كَذَا» أو نصب بقال، أو الكاف مبتدأ والعائد محذوف، أي: قاله وردَّ ابن الشجري ذلك على مكي بأن قال: قد استوفى معموله وهو «مثل»، وليس بشيء، لأن «مثل» حينئذ مفعول


  قوله: (توكيداً) خبر كان واللام في لذلك للتعليل وهو علة لقوله كما لا يكون، أي: لا يكون توكيداً لاسم الإشارة وهو هذا الأجل كون زيد أبين من اسم الإشارة.

  قوله: (ولا خبراً) أي: ولا يكون خبر وظاهره ولا يكون مثل خبراً الخ؛ لأنه المحدث عنه وليس كذلك بل المراد ولا تكون كلمة كذلك خبر المحذوف تقديره الأمر كما يدل قوله الأمر كذلك أي: الأمر مثل ذلك قوله: (من عدم ارتباط ما بعده) أي: جملة قال الذين، وقوله: بما قبله وهو جملة الأمر كذلك، ثم قال الشارح إن أراد عدم الارتباط لفظاً فلا ضرر فيه بدليل الاعتراض وإن أراد عدم الارتباط لفظاً ومعنى فلا يسلم؛ لأن المعنى الشأن كذلك أي: شأن المتعنتين كذلك، ثم أثبت علة تلك الجملة بقوله: قال الذين الخ، وأجاب الشمني بأنه إن سلم وجود الارتباط المعنوي، فأقول مراد المصنف عدم الارتباط اللفظي وعدم الارتباط اللفظي مخل بالفصاحة فلا يحمل عليه التنزيل والحق كلام الشارح الدماميني بدليل الاعتراض والاستئناف اهـ تقرير دردير. قوله: (مثل بدل من كذلك) أي بناءً على ان الكاف اسم وهو خلاف قول الجمهور بأن كذلك الكاف لا تكون اسماً إلا في الضرورة. قوله: (مثل) أي: مع ما أضيفت له بدل من كذلك أو أن المعنى مثل بدل من الكاف من كذلك. قوله: (أو نصب) أي: أن مثل منصوب بيعلمون والمراد بقولهم اعتقادهم ومثل في قوة الزائدة؛ لأنهم يذكرون مثل مضافة لاسم والمراد المضاف إليه نحو مثلك لا يبخل كما أشار لذلك بقوله: لا يعلمون اعتقاد اليهود والنصارى أي: قال الذين لا يعلمون اعتقاد اليهود والذين لا يعلمون هم كفار مكة؛ لأنهم لا كتاب لهم وليسوا أتباع نبي وأشار لتفسير ضمير قولهم نذكر اليهود والنصارى.

  قوله: (فمثل الخ) إشارة إلى أن مثل زائدة وعلى هذا فقوله: كذلك معموله لقال الثاني أي: أن مثل معمولة لقال الثاني والذين من قبلهم هم أسلاف اليهود والنصارى. قوله: (أو نصب بقال) أي: الأول أي: أن مثل معموله لقال الأول والمعنى قال الذين لا يعلمون مثل قول اليهود والنصارى وعليه فقوله لولا يكلمنا بيان لقوله مثل قولهم وكلمة كذلك معمول لقال الثاني. قوله: (أو الكاف الخ) والمعنى مثل ذلك قاله الذين من قبلهم فجملة قال الذين من قبلهم خبر عن الكاف. قوله: (ورد ابن الشجري ذلك) أي: جعل الكاف مبتدأ والعائدة محذوفاً وقوله: على مكي، أي القائل بذلك الإعراب. قوله: (قد استوفى معموله) أي: فلا يصح تقدير مفعول له. قوله: (لأن مثل حينئذ) أي: حين جعل