· (كي) على ثلاثة أوجه:
· (كي) على ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن تكون اسماً مختصراً من «كيف» كقوله [من البسيط]:
  ٣٠١ - كيْ تَجْنَحُونَ إلى سِلْم وَمَا تُئِرَتْ ... قَتَلاكُمُ، وَلَظى الْهَيْجَاءِ تَضْطَرِمُ؟
  أراد: كيف، فحذف الفاء كما قال بعضهم «سَوْ أَفْعَلُ» يريد: سوف.
  الثاني: أن تكون بمنزلة لام التعليل معنى وعملاً، وهي الداخلة على «ما» الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة: «كَيْمَة» بمعنى: لِمَه، وعلى «ما» المصدرية في قوله [من الطويل]:
  ٣٠٢ - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَضُرَّ، فَإِنَّمَا ... يُرَجِّى الْفَتَى كَيْمَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ
  (كي) قوله: (اسما) أي: اسم استفهام. قوله: (تجنحون) أي: تميلون، وقوله: إلى سلم بفتح السين وكسرها، أي: إلى صلح وقوله: وما ثثرت قتلاكم أي: لم يؤخذ لها ثأر وقوله: ولظى أي نار الهيجاء أي: الحرب تضطرم أي: تتوقد ولم تسكن قوله: (أراد كيف) أي: وإلا يلزم عليه أن الفعل المضارع وقع مرفوعاً مع كي الذي هو حرف مصدري ونصب أي تنصب الفعل المضارع. قوله: (بمنزلة لام التعليل معنى وعملاً) أي: فتفيد التعليل وتعمل الجر. قوله: (كيمه بمعنى لمه) فكي حرف جر وما اسم استفهام في محل جر وحذف ألفها والهاء للسكت. قوله: (كيما يضر) أي: لأجل الضرر.
٣٠١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٢٦٥؛ وجواهر الأدب ص ٢٣٣؛ وخزانة الأدب ٧/ ١٠٦؛ والدرر ٣/ ١٣٥؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٤٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥٠٧، ٢/ ٥٥٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٤).
اللغة: ثئرت قتلاكم: قتلتم مقابلها. اللظى: اللهب الخالص. الهيجاء: الحرب. تضطرم: تلتهب.
المعنى: كيف ترضون سلماً، وما زالت نيران الحرب ملتهبة ودماء قتلاكم لم تجف، ولم تأخذوا بثأرهم؟!
٣٠٢ - التخريج: البيت للنابغة الجعدي في (ملحق ديوانه ص ٢٤٦؛ وله أو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني ١/ ٥٠٧؛ وللنابغة الجعدي أو للنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في خزانة الأدب ٨/ ٤٩٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٤٥؛ ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص ٢٣٥؛ وكتاب الصناعتين ص ٣١٥؛ وللنابغة الذبياني في شرح التصريح ٢/ ٣؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٩؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٠٩؛ والجنى الداني ص ٢٦٢؛ والحيوان ٣/ ٧٦؛ وخزانة الأدب ٧/ ١٠٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٥، ٣١).
المعنى: يقول: على الإنسان إما أن يضر وإما أن ينفع وبهاتين الصفتين ينماز الإنسان عن سائر المخلوقات.