· (كم) على وجهين
  ولا يكون تمييز الاستفهامية إلا مفرداً، خلافاً للكوفيين.
  الخامس: أن تمييز الخبرية واجبُ الخفض، وتمييز الاستفهامية منصوب، ولا يجوز جَرُّه مطلقاً خلافاً للفراء والزجاج وابن السراج وآخرين، بل يشترط أن تجر «كم» بحرف جرّ، فحينئذ يجوز في التمييز وجهان: النصب وهو الكثير، والجز خلافاً لبعضهم، وهو بـ «من» مضمرة وجوباً، لا بالإضافة خلافاً للزجاج.
  وتلخص أن في جرّ تمييزها أقوالاً: الجواز، والمنع، والتفصيل، فإن جُرَّت هي
  قوله: (إلا مفرداً) أي: لأن كم الاستفهامية معناها أي: عدد فتوسط فيها فجعل تمييزها تمييز المتوسط وهو أحد عشر إلى تسعة وتسعين ولم يعط حكم ما قبل الأحد عشر ولا حكم المائة وارتكاب أحد الطرفين تحكم. قوله: (خلافاً للكوفيين) أي: المجوزين لجمعه. قوله: (واجب الخفض) أي: بالإضافة حملاً لكم الخبرية على ما هي مشابهته له العدد والمميز له إنما يخفض بالإضافة، وذهب الفراء إلى أنه مخفوض بمن مقدرة من وعمل الجار مقدر وإن كان في غير هذا الموضع نادراً إلا أنه لما كثر دخول من على مميز كم الخبرية نحو وكم من قرية وكم من آية ساغ عملها مقدرة؛ لأن الشيء إذا عرف في موضع جاز تركة لقوة الدلالة عليه قوله: (وتمييز الاستفهامية منصوب) أي: على التمييز. قوله: (مطلقاً) أي: سواءً جرت كم أو لا بل جواز جره مشروط بما إذا جرت كم بحرف جر. قوله: (خلافاً للفراء الخ) أي: حيث قالوا بجواز جره مطلقاً. قوله: (خلافاً لبعضهم) حيث قال بمنع جره ولو جرت كم بحرف جر فتحصل أن في جر تمييز الاستفهامية مذاهب ثلاثة الجواز مطلقاً والمنع مطلقاً والتفصيل. قوله: (بمن مضمرة وجوباً) يرد عليه كما قال بعضهم التصريح بها في: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ}[البقرة: ٢١١] لكن هذا مخالف لشرط المصنف فعليه هي خبرية اقتضاب بعد السؤال أو أن التمييز محذوف ومن آية متعلق بالفعل دال على التمييز فتدبر قوله: (أن في جر تمييزها) أي: الاستفهامية. قوله: (الجواز) أي: مطلقاً هو المشار له بقوله خلافاً للفراء الخ، وقوله: والمنع، أي: مطلقاً وهو المشار له بقوله خلافاً لبعضهم. قوله: (فإن جرت الخ)
= ٦/ ٤٥٨، ٤٨٩، ٤٩٢، ٤٩٣، ٤٩٥، ٤٩٨؛ والدرر ٤/ ٤٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٨٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥١١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٣٦؛ وشرح المفصل ٤/ ١٣٣؛ والكتاب ٢/ ٧٢، ١٦٢، ١٦٦؛ ولسان العرب ٤/ ٥٧٣ (عشر)؛ واللمع ٢٢٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٨٩؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٣١؛ وشرح الأشموني ١/ ٩٨؛ وشرح ابن عقيل ص ١١٦؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٢٨ (كمم)؛ والمقتضب ٣/ ٥٨؛ والمقرب ١/ ٣١٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٥٤).
شرح المفردات: الفدعاء: التي اعوجت أصابعها من الحلب، أو التي اعوجت مفاصلها. العشار: الناقة التي عمرها عشرة أشهر، أو التي أتى عليها عشرة أشهر من زمان حلبها.
المعنى: يقول: إن لك يا جرير كثيراً من العمات والخالات الفدعاوات قد عملن عندي في حلب نوقي، أو في رعي ماشيتي.