حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (كم) على وجهين

صفحة 505 - الجزء 1

  بحرف جر نحو: «بِكُمْ دِرْهَمِ اشْتَرَيْتَ» جاز وإلا فلا.

  وزعم قوم أن لغة تميم جواز نصب تمييز «كم» الخبرية إذا كان الخبر مفرداً، وروي قول الفرزدق [من الكامل]:

  كَم عَمَّةٌ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةً ... فَدْعاء قَدْ حَلَبَتْ عَلَيَّ عِشارِي

  بالخفض على قياس تمييز الخبرية، وبالنصب على اللغة التميمية، أو على تقديرها استفهامية استفهام تهكُم، أي: أخبرني بعدد عماتك وخالاتك اللاتي كن يخدِمُنَنِي فقد نسيته، وعليهما فـ «كم»: مبتدأ خبره «قد حلبت» وأفرد الضمير حملاً على لفظ «كم»، وبالرفع على أنه مبتدأ وإن كان نكرة لكونه قد وُصِفَ بـ «لك» وبـ «فَدْعاء» محذوفة مدلول عليها بالمذكورة؛ إذ ليس المراد تخصيص «الخالة» بوصفها بـ «الفدع» كما حذف «لَكَ» من صفة «خالة» استدلالاً عليها بـ «لك» الأولى، والخبر «قد


  بيان للتفصيل وهو الراجح.

  قوله: (إذا كان الخبر مفرداً) هكذا في بعض النسخ وفي بعض النسخ إذا كان مفرداً وهي الصواب، أي: إذا كان تمييزها مفرداً كما هو موجود في الأشموني وأما النسخة الأولى فلا تصح؛ لأن خبر كم في البيت جملة وهو قد حلبت والتمييز هنا مفرد وهو عمة. قوله: (روي) بالبناء للمجهول والمناسب رووا أي: القوم قوله: (بالخفض) أي: بخفض المميز وهو عمة قوله: (على قياس تمييز كم الخبرية) لأن قياس كم الخبرية جر تمييزها وجوباً قوله: (وعليهما) أي: الوجهين الرفع والنصب بوجهيه. قوله: (وأفرد الضمير) أي: في حلبت ولم يقل حلبتا؛ لأن كم واقعة على العمة والخالة لكن لفظ كم مفرد فأفرد الضمير وراعى المعنى في التأنيث فأنت فقوله حملاً على لفظ كم أي: من حيث الإفراد وأما من حيث التأنيث فراعى المعنى قوله: (وبالرفع) عطف على قوله بالخفض وقوله على أنه مبتدأ أي: عمة. قوله: (وفبدعاء محذوفة مدلول عليه بالمذكورة) قال الدماميني: أقول لك أن تعتقد في فدعاء كونه معرفة إذ هو كلمة أريد بها لفظها فتكون علماً عليه وتنصب محذوفة على أنه حال منه ومدلول مرفوع خبر محذوف، أي؛ هي مدلول عليها وتجعل هذه الجملة حالاً أخرى أو صفة للحال ولك أن تجري كلا من هاتين الكلمتين على أنها صفة لفدعاء بناءً على أنه نكرة والمعنى لكونه وصف بلك وبكلمة مسماة بفدعاء كما تقول رب زيد لقيته أي: رب مسمى بهذا الاسم لقيته اهـ دماميني.

  قوله: (بالفدع) أي: وهو اعوجاج الرسغ والرسغ على وزن قفل مجمع الساعد والكف ويطلق على مجمع الساق والقدم وقول بعضهم والرسغ ما وسط أي: عظم متوسط وهو خاص باليدين ليس بمسلم؛ لأنه ليس عظماً خاصاً باليدين فتنبه وعلى ما قررنا من أنه