حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (كل): اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر،

صفحة 526 - الجزء 1

  ٣١٥ - وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بَفَلْج دِمَاؤُهُمْ ... هُمُ الْقَوْمُ كُلُّ القَومِ يَا أَمْ خَالِدِ

  والثاني: أن تكون توكيداً لمعرفة، قال الأخفش والكوفيون: أو لنكرة محدودة، وعليهما ففائدتها العموم، وتجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكد، نحو: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ}⁣[الحجر: ٣٠]. قال ابن مالك: وقد يخلفه الظاهر كقوله [من البسيط]:

  ٣١٦ - كَمْ قَدْ ذَكَرْتُكِ، لَوْ أَجْزَى بذِكْركُمُ ... يَا أَشبَه الناس كل الناس بالقمر


  قراءته بالبناء للمفعول قوله: (وإن الذي) أصله الذين فحذفت النون للضرورة بدليل قوله دماؤهم ويحتمل أن المعنى وأن القوم الذي فأفرد نظراً للفظ وجمعه نظراً للمعنى. قوله: (حانت) أي: هانت أي هلكوا هدراً، وقوله: حانت أي اريقت وقوله: بفلج بجيم موضع قرب البصرة وهو مذكر فلذا صرف. قوله: (كل القوم) أي: الكاملون في صفة القوة بحيث يستحقون أن يطلق عليهم اسم القوم. قوله: (قال الأخفش الخ) أي: وهو الراجح ومشى عليه ابن مالك في ألفيته. قوله: (محدودة) أي: معلومة المقدار كالسنة والشهر والجمعة واليوم والدينار والدرهم نحو صمت حولاً أو شهراً كله وقبضت ديناراً ودرهماً كله. قوله: (وعليهما) أي: على كونها توكيداً لمعرفة أو نكرة. قوله: (العموم) أي: تعلق الفعل بكل جزء من أجزاء المؤكد قوله: (وتجب إضافتها) أي: حيث وقعت مؤكدة. قوله: (راجع إلى المؤكد) أي: مطابق له إفراداً وغيره قوله: (فسجد الملائكة كلهم) كلهم توكيد للملائكة وقد أضيف لضمير راجع إلى المؤكد وهو الملائكة. قوله: (وقد يخلفه الظاهر) أي: في الضرورة وهو كالمخصص لقوله سابقاً وتجب إضافتها. قوله: (وقد يخلفه الظاهر) أي: ترد توكيداً وتضاف للظاهر وكلام ابن مالك مقيد لقوله وتجب إضافتها وليس مقابلاً له كأنه قيل إلا في الضرورة اهـ تقرير دردير.

  قوله: (بذكركم جمع) الضمير مذكراً لا ينافي كسر الكاف لأن الجمع للتعظيم على حد قال لأهله امكثوا قوله: (يا أشبه الناس) ليس المراد الناس الكاملين فقط بل المراد


٣١٥ - التخريج: البيت للأشهب بن رميلة في (خزانة الأدب ٦/ ٧، ٢٥ - ٢٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٧؛ والكتاب ١/ ١٨٧؛ ولسان العرب ٢/ ٣٤٩ (فلج)، ١٥/ ٢٤٦ (لذا)؛ والمؤتلف والمختلف ص ٣٣؛ والمحتسب ١/ ١٨٥؛ ومعجم ما استعجم ص ١٠٢٨؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٨٢؛ والمقتضب ٤/ ١٤٦؛ والمنصف ١/ ٦٧؛ وللأشهب أو لحريث بن محفض في الدرر ١/ ١٤٨؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٩؛ وخزانة الأدب، ٢/ ٣١٥، ٦/ ١٣٣، ٨/ ٢١٠؛ والدرر ٥/ ١٣١؛ ورصف المباني ص ٣٤٢؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٣٧؛ وشرح المفصل ٣/ ١٥٥).

اللغة: فلج: موضع قرب مكة. حانت دماؤهم: ذهبت هدراً.

المعنى: إن الذين ذهبت دماؤهم هدراً في فلج، ليسوا قلة، بل هم القوم جميعاً.

٣١٦ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في (ديوانه ص ١٤٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣٥؛ وسمط اللآلي. ٤٦٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٨؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥٧؛ ولكثير عزة في الدرر ٦/ ٣٣ والمقاصد النحوية ٤/ ٨٨؛ ولم أقع عليه في ديوان كثير). =