· (كل): اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر،
  وخالفه أبو حيان، وزعم أن «كل» في البيت نعت مثلها في «أطعمنا شاة كل شاة» وليست توكيداً، وليس قوله بشيء؛ لأن التي يُنْعَتُ بها دالة على الكمال، لا على عموم الأفراد.
  ومن توكيد النكرة بها قوله [من السريع]:
  ٣١٧ - نَلْبَثُ حَوْلاً كَامِلا كُلَّهُ ... لاَنَلْتَقِي الأعَلَى مَنْهَج
  وأجاز الفراء والزمخشري أن تُقْطَع «كل» المؤكَّد بها عن الإضافة لفظاً تمسُّكاً
  كل الناس فقوله: كل الناس توكيد للناس، وقوله: لو أجزى بذكركم جواب لو محذوف أي لكان حسناً أو لانتفعت به أو إنها للتمني أي يا ليتني أجزي بذكركم، وقوله: قد ذكرتك بكسر الكاف خطاب لامرأة ولا ينافيه جمع الضمير مذكراً لأنه للتعظيم على حد قوله تعالى: {قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا}[القصص: ٢٩]. قوله: (وليس قوله) أي: قول أبي حيان وهذا تأييد لابن مالك قوله: (دالة على الكمال) أي: وليس مراداً هنا واعترض بأن المعنى هنا على الكمال أي أشبه الناس الكاملين وهو أبلغ، وأما إرادة العموم فهو نقص لقولهم:
  إذا أنت فضلت أمراً ذا نباهة ... على ناقص كان المديح من النقص
  وقال الآخر:
  ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل هذا السيف خير من العصى
  كذا قيل ورد بأن النقص إذا كان الناقص المفضل عليه معيناً، وأما تفضيل الشيء على عن عداه عموماً فلا نقص فيه قوله: (لا على عموم الإفراد) أي: وكل هنا لعموم الإفراد وحينئذ فلا تكون نعتاً قوله: (ومن توكيد النكرة) أي: الذي هو قول الكوفيين فلا يلزم عندهم موافقة المؤكد تعريفاً وتنكيراً. قوله: (نلبث حولاً) مضارع لبث بكسر الباء أي نقيم وهذا معاتبة لمحبوبه أي نقيم حولاً كاملاً لا نلتقي إلا على قارعة الطريق مارين ولا نختلي ولا مرة. قوله: (وأجاز الفراء والزمخشري) هذا مقابل لقوله وتجب إضافتها للضمير أو إلى اسم.
= اللغة: أجزى: أثاب.
المعنى: يا من هي أكثر الناس شبهاً بالقمر، لقد ذكرتك كثيراً جداً، ولو كافاني ربي على كثرة ذكركم لأدخلني جنّته، أو لو كافأتني عليه لواصلتني.
٣١٧ - التخريج: البيت للعرجي في (الأغاني ٢/ ٣٢٥؛ وخزانة الأدب ٥/ ٣٣٥؛ وشرح شواهد المعنى ص ٥١٩).
اللغة نلبت حولا: نبقى سنة. المنهج: الطريق.
المعنى: نبقى سنة كاملة لا نلتقي إلا مصادفة على طريق.