· (كل): اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر،
  بقراءة بعضهم: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا}[غافر: ٤٨]. وخَرَّجَها ابن مالك على أن «كلا» حال من ضمير الظرف، وفيه ضعف من وجهين: تقديم الحال على عامله الظرف، وقطع «كل» عن الإضافة لفظاً وتقديراً لتصير نكرة فيصح كونه حالاً؛ والأجْوَدُ أن تُقَدَّر «كلا» بدلاً من اسم «إِنَّ»، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر بدل كلّ لأنه مفيد للإحاطة مثل «قُمْتُمْ ثلاثتكم».
  والثالث: أن لا تكون تابعة، بل تالية للعوامل؛ فتقع مضافة إلى الظاهر، نحو: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ٣٨}[المدثر: ٣٨]، وغير مضافة، نحو: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ}[الفرقان: ٣٩].
  وأما أوجهها الثلاثة التي باعتبار ما بعدها فقد مضت الإشارة إليها.
  الأول: أن تُضَافَ إلى الظاهر، وحكمها أن يعمل فيها جميع العوامل، نحو: «أكرمت كل بني تميم».
  والثاني: أن تضاف إلى ضمير محذوف ومقتضى كلام النحويين أن حكمها
  قوله: (إنا كلا) فكلا توكيد لاسم إن وهو نار وقد قطع كل عن الإضافة لفظاً والأصل إنا كلنا قوله: (وخرجها الخ) حاصل ما قاله ابن مالك إن المؤكدة لا تقطع عن الإضافة فكلي في هذه القراءة ليست تأكيداً بل حال من ضمير فيها أي إنا مستوون فيها حال كوننا كلاً أي جميعاً قوله: (من وجهين) وأيضاً أن كلا جامداً والحال مشتقة اللهم إلا أن تؤول بمجتمعين. قوله: (لتصير الخ) علة للقطع في التقدير، وأما القطع في اللفظ فهو ظاهر لا يعلل.
  قوله: (فيصح كونه حالاً) أي: وهذا ليس بجيد قوله: (بدلاً) أي: ولا يلزم على البدلية قطع كل اللازم لابن مالك بل هي مضافة معنّى بخلاف الحال فلا تكون معرفة عنى قوله: (لأنه مفيد للإحاطة) أي: فالشرط في إبدال الظاهر من ضمير الحاضر موجود قوله: (ثلاثتكم) هذا بدل من التاء في قمتم وهو دال على الإحاطة والشمول. قوله: (بل تالية للعوامل) أي: ولو كانت معنوية ليدخل الابتداء في نحو كل نفس. قوله: (وغير مضافة) أي: لفظاً فقط، وأما في المعنى فهي ملازمة للإضافة ولا تنفك عنها. قوله: (وكلاً ضربنا) كلاً مفعول لفعل محذوف مناسب له يدل عليه ضربنا أي أرشدنا كلاً أو وعظنا كلاً أي وعظنا كلهم كذا الأصل، ثم إنها قطعت عن الإضافة. قوله: (فقد مضت الخ) أما الأول فمأخوذ من الأول السابق ومن صدر الثالث والثاني هنا مأخوذ من عجز الثالث، وأما الثالث هنا فهو مأخوذ من الثاني فيما سبق قوله: (الإشارة إليها) أي: في الأمثلة والكلام عليها قوله: (حكمها كالتي قبلها) أي: في عمل العوامل فيها. قوله: