حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

قوله: (وجب مراعاة معناها)

صفحة 536 - الجزء 1

  تركن، وعلى هذا فتقول «جاد عليَّ كُلُّ مُحْسِنِ فأغْنَانِي» أو «فأغْنَوْني» بحسب المعنى الذي تريده.

  وربما جُمِعَ الضمير مع إرادة الحكم على كل واحد، كقوله [من الرجز]:

  ٣٢٧ - مِنْ كُلِّ كَوْمَاءَ كَثِيرَاتَ الْوَبَرْ

  وعليه أجاز ابن عصفور في قوله [من الطويل]:

  ٣٢٨ - وَمَا كلَّ ذِي لُبِّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ ... وَمَاكُلُّ مُؤْتِ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ

  أن يكون «مؤتيك» جمعاً حذفَتْ نُونه للإضافة، ويحتمل ذلك قول فاطمة الخزاعية تبكي إخوتها [من المديد]:


  المجموع أي إن أريد النسبة للمجموع قوله: (فأغناني) أي: إن كان فرداً دفع له ما يغنيه كمائة دينار، وقوله: فأغنوني أي إذا كان الدافع له أي لما يغنيه المجموع. قوله: (وربما جمع الخ) أي: على قلة.

  قوله: (كوماء) كحمراء هي الناقة العظيمة السنام فجمع كثيرات لأن الحكم على كل فرد يستلزم الحكم على الجمع فصح جمع الضمير. قوله: (وعليه) أي: على هذا القليل وهو الجمع مع إرادة كل فرد وقوله: أن يكون مفعول أجاز وأصله بمؤتين لك فحذفت النون للإضافة فالمراد بقوله وما كل ذي لب الحكم على كل فرد لكنه جمع في مؤتيك نظر إلى أن الحكم على كل فرد يستلزم الحكم على الجمع والأحسن أن مؤتيك مفرد بدليل قوله بلبيب وبدليل قوله نصحه وأيضاً الإتيان بدليل الجمع مع إرادة الحكم على كل واحد قليل.

  قوله: (بمؤتيك) أي: معطيك. قوله: (ويحتمل ذلك) أي: جمع الضمير مع الحكم كل فرد. قوله: (تبكي إخوتها) أي: حالة كونها تبكي عليهم أي ترثيهم.


٣٢٧ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٥٤٢).

اللغة: الكوماء: الكثيرة الشحم الكبيرة السنام.

المعنى: انتقيتها من بين الكثيرات الشحم، الكبيرات السنام، ذوات الوبر الكثير؛ وهذا أصلح ما يكون للحم والضيفان.

٣٢٨ - التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في (ديوانه ص ٤٥؛ والحيوان ٥/ ٦٠١؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٣٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٣٦؛ ولأبي الأسود أو لمودود العنبري في شرح شواهد المغني ص ٥٤٢؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦/ ٢٦٩؛ والدرر ٥/ ٢٢٦؛ والكتاب ٤/ ٤٤١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٩٥).

اللغة: اللب: العقل؛ واللبيب: العاقل.

المعنى: لا يعطيك كلّ عاقل نصائحه المفيدة لك، وليس كلّ من قدّم لك النصيحة عاقلاً مدركاً.