فصل قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان
  · (أجَلْ) بسكون اللام - حرفُ جواب مثل «نَعَم»؛ فيكون تصديقاً للمخبر، وإعلاماً للمستخبرِ، ووَعْداً للطالب؛ فتقع بعد نحو: «قام زيد» ونحو: «أقام زيد؟»، ونحو: «اضرب زيداً». وقيَّد المالِقِيُّ الخَبَرَ بالمثبت، والطلب بغير النهي، وقيل: لا تجيء بعد الاستفهام وعن الأخفش هي بعدَ الخبر أحسنُ من نَعَمْ، وَنَعَمْ بعد الاستفهام أَحْسَنُ منها، وقيل: تختص بالخبر، وهو قول الزمخشري وابن مالك وجماعة، وقال ابن خروف: أكثر ما تكون بعده.
  · (إِذَنْ) فيها مسائل:
  الأولى: في نوعها، قال الجمهور: هي حرف، وقيل: اسم، والأصل في «إذن أُكْرِمَكَ» إِذَا جِئْتَنِي أُكْرِمُكَ، ثم حذفت الجملة، وعُوِّضَ التنوين عنها، وأُضمرت
  قوله: (بسكون اللام) أي: مع فتح الهمزة والجيم وقوله فتكون تصديقاً الخ، أي وإذا كان كذلك فتكون تصديقاً للمخبر أي سواء كان الخبر إيجاباً أو سلباً وقوله وإعلاماً للمستخبر أي: المستفهم وقوله ووعداً للطالب كان أمراً أو نهياً. قوله: (فتقع بعد نحو قام زيد) أي: وبعد نحو ما قام زيد وهذا مثال لتصديق المخبر وقوله ونحو أقام زيد أي وهو كلام مستخبر وقوله اضرب زيداً أي؛ وكذا لا تضرب زيداً فهو كلام طالب. قوله: (وقيد المالقي) بفتح اللام نسبة إلى مالقة مدينة بالأندلس وضبطها بالكسر غلط وقوله بالمثبت أي: فلا تقع عنده بعدما قام زيد وقوله والطلب بغير النهي، أي: فلا تقع عنده بعد لا تضرب زيداً. قوله: (وقيل لا تجيء بعد الاستفهام) أي: وتجيء بعد الخبر والأمر والنهي. قوله: (وعن الأخفش هي بعد الخبر الخ) أي: فهي عنده تدخل الخبر الاستفهام إلا أنها بعد الخبر أحسن اهـ تقرير دردير، أي: فإذا قيل أنت سوف تذهب قلت أجل، وكان أحسن قوله: (ونعم بعد الاستفهام أحسن) أي: فإذا قيل أتذهب قلت نعم وكان أحسن من أجل. قوله: (وقيل تختص بالخبر) أي: مثبتاً أو منفياً. قوله: (وجماعة) أي: ابن الحاجب. قوله: (أكثر ما تكون بعده) أي بعد الخبر وتجيء بعد غيره بقلة.
  قوله: (إذن فيها مسائل) أي: أربعة.
  قوله: (قال الجمهور هي حرف وقيل اسم) أي: وهما لبعض الكوفيين وقوله والأصل أي: على القول الثاني وهو القول باسميتها. قوله: (ثم حذفت الجملة) أي: التي أضيفت إذن إليها وهي جئتني وقوله وعوض التنوين عنها، أي: وحذفت الألف لالتقاء الساكنين كما في يومئذ وحينئذ. قوله: (وأضمرت أن) أي: فانتصب الفعل الواقع صدراً للجملة الجوابية، فإن قلت إضمار أن يوجب تأويلها مع صلتها بمفرد فيكون مبتدأ والخبر محذوف فالجملة اسمية فتجب الفاء الرابطة كما لو قلت إذا جئتني فإكرامك حاصل ولا فاء هنا فهو مشكل، قلت: لهذا الكوفي أن يمنع كون ذلك المفرد مبتدأ ويجعله فاعلاً، أي: إذا جئتني وقع إكرامك فالجملة حينئذ فعلية ولا إشكال.