حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثانية

صفحة 544 - الجزء 1

  قاله البيانيون، والجواب عن الآية أن دلالة المفهوم إنما يُعَوّل عليها عند عدم المعارض، وهو هنا موجود؛ إذ دلّ الدليل على تحريم الاختيال والفخر مطلقاً.

  الثانية: «كل» في نحو: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا}⁣[البقرة: ٢٥]، منصوبة على الظرفية باتفاق، وناصبها الفعلُ الذي هو جواب في المعنى مثل: {قَالُوا} في الآية، وجاءتها الظرفية من جهة «ما»؛ فإنها محتملة لوجهين:

  أحدهما: أن تكون حرفاً مصدريًا والجملة بعده صلة له؛ فلا محلّ لها، والأصل كل رزق، ثم عبر عن معنى المصدر بـ «ما» والفعل، ثم أنيبا عن الزمان، أي كلَّ وقتِ رزق، كما أنيب عنه المصدرُ الصريح في «جِئْتُكَ خُفُوقَ النَّجْمِ».

  والثاني: أن تكون اسماً نكرة بمعنى «وَقْتِ»؛ فلا تحتاج على هذا إلى تقدير وقت، والجملة بعده في موضع خفض على الصفة؛ فتحتاج إلى تقدير عائد منها،


  من الفرق. قوله: (أن دلالة المفهوم الخ) أو أن القاعدة أغلبية كما قال السعد. قوله: (وهو) أي: المعارض. قوله: (إذ دل الدليل) أي: وهو الإجماع فالإجماع معارض للمفهوم قوله: (مطلقاً) أي: على كل أحد:

الثانية

  قوله: (في نحو كلما رزقوا الخ) وهو كل تركيب وقعت فيه ما بعد كل ووقع بعد فعلان وليس في الأول ضمير يعود على ما وصح أن يكون الثاني من الفعلين عاملاً في كل نحو {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ}⁣[آل عمران: ٣٧] وقوله كل مبتدأ ومنصوبة الخ خير. قوله: (على الظرفية) التي أفادتها ما بدون واسطة على الوجه الثاني أو بواسطة على الوجه الأول. قوله: (باتفاق) أي: لا يجوز فيها إلا النصب على الظرفية. قوله: (الذي هو جواب) أي: لما يأتي إنه قد يقع بعد كلما فعلان أحدهما: يشبه الشرط، والثاني: يشبه الجواب. قوله: (وجاءتها الظرفية الخ) أي: بواسطة نيابتها والفعل عن الزمان أو من غير واسطة. قوله: (فلا محل لها) أي: لتلك الجملة لأنها صلة ولا محل لجملة الصلة، وقوله: فلا محل لها تفريع على قوله والجملة بعد صلة. قوله: (والأصل كل رزق) الأولى والأصل كل وقت رزق وقوله: ثم عبر الخ أي فصار كل وقت ما رزقوا، وقوله: ثم أنيبا الخ أي فصار كلما رزقوا قوله: (ثم عبر عن معنى المصدر) أي: الصريح قوله ثم أنيبا أي ما والفعل قوله: (كما أنيب عنه) أي: عن الوقت المصدر الصريح. قوله: (خفوق النجم) أي: غياب النجم. قوله: (بمعنى وقت) أي: فمدلول ما وقت وحينئذ فلا يحتاج لتقدير وقت أصلاً لأنه معنى ما.

  قوله: (فيحتاج إلى تقدير عائد) أي: ليربط الصفة بالموصوف لأن الصفة إذا وقعت جملة لا بد لها من رابط يربطها كما أن الخبر والحال كذلك. قوله: (منها) أي: من تلك