قوله: (وجب مراعاة معناها)
  وإذا قلت: كلَّمَا «اسْتَدْعَيْتُكَ فإن زُرْتَنِي فَعَبْدِي حُرِّ»، فـ «كل» منصوبة أيضاً على الظرفية، ولكن ناصبها محذوفٌ مدلول عليه بجرّ المذكور في الجواب، وليس العامل المذكور لوقوعه بعد الفاء و «إن»؛ ولما أشكل ذلك على ابن عصفور قال وقلده الأبدي: إن «كُلاً». في ذلك مرفوعة بالابتداء، وإن جملتي الشرط والجواب خبرها، وإن الفاء دخلت في الخبر كما دخلت في نحو: «كلُّ رَجُلٍ يأتيني فله درهم»؛ وقَدَّرا في الكلام حذف ضميرين أي: كلّما استدعيتك فيه فإن زُرْتَني فعبدي حُر بعده؛ لترتبط الصفة بموصوفها والخبر بمبتدئه.
  قال أبو حيان: وقولهما مدفوع بأنه لم يُسمع «كل» في ذلك إلا منصوبة، ثم تلا الآيات المذكورة، وأنشد قوله [من الوافر]:
  أبت لي همتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالتمني الربيح
  وإقحامي على المكروه نفسي ... وضَرْبي هامة البطل المُشـ
  قوله: (وإذا قلت الخ) أي: فيما إذا كان الفعل الثاني لا عمله يصح في كلما وليس في الفعل الأول ضمير عائد على ما يخالف السابق في قوله الثانية. قوله: (فكل منصوبة أيضاً على الظرفية) أي: لإضافتها لما النائبة هي والفعل عن الوقت كما تقدم في الوجه الأول أو التي بمعنى وقت على الوجه الثاني. قوله: (مدلول عليه بحر) أي: والتقدير عدي حر وقت استدعائك إن قلت الحرية ليست وقت الاستدعاء بل بعده قلت المراد عبدي حر وقت الاستدعاء المجامع للزيارة بدليل آخر الكلام. قوله: (وليس العامل المذكور) أي: حر المذكور. قوله: (لوقوعه بعد الفاء) أي: وما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها فإن قلت ما لا يعمل لا يفسر عاملاً قلنا هذا مخصوص بباب الاشتغال. قوله: (كما دخلت الخ) أي: أن الفاء دخلت في خبر المبتدأ لمشابهته للشرط في العموم.
  قوله: (ضميرين) الأول عائد على الموصوف من صفته والثاني عائد على المبتدأ من خبره قوله: (أي كل ما الخ) المعنى كل وقت استدعيتك فيه فإن زرتني فعبدي حر بعد ذلك الوقت. قوله: (وقولهما) أي: الأبدي وابن عصفور قوله: (لم يسمع كل في ذلك) أي: التركيب المحتوي على كل مضافه لما واقعاً بعدها جملتان سواء كان بعد ما يمنع من عمل ما بعدها فيما قبلها وهو كل أم لا. قوله: (ثم تلا الآيات المذكورة) أي: الدالة على النصب أو المراد بتلك الآيات السابقة في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها وما بعدها من الآيات السابقة في المصنف. قوله: (وقولي) مبتدأ وقوله مكانك خبر بمعنى اثبتي أي وقولي هذا اللفظ على حد نطقي الله حسبي. قوله: (جشات) أي: تحركت وجاشت فزعت من حملها للأثقال الحاصلة في الحروب والمعنى وأقول لها في كل وقت تتضجر فيه امكثي تحمدي فمكانك اسم فعل بمعنى امكثي واثبتي.