قوله: (وجب مراعاة معناها)
  ٣٣٣ - وَقَوْلي كُلّما جَشَأَتْ وَجَاشَتْ ... مَكَانَكِ تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرْيحي
  وليس هذا ممّا البَحْتُ فيه لأنه ليس فيه ما يمنع من العمل.
  · (كلاً، وكِلْتَا): مفردان لفظاً مُثَنْيَان مَعْنَى، مضافان أبداً لفظاً ومعنى إلى كلمة واحدة معرفة دالة على اثنين، إما بالحقيقة والتنصيص نحو: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ}[الكهف: ٣٣]، ونحو: {أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}[الإسراء: ٢٣]، وإما بالحقيقة والاشتراك، نحو: «كِلانا» فإن «نا» مشتركة بين الاثنين والجماعة، أو بالمجاز كقوله [من الرمل]:
  قوله: (تحمدي) مبني للمفعول جواب الأمر أي أن تثبتي تحمدي بصبرك على ذلك، وقوله: أو تستريحي أي يبلى على الأمل والشاهد في نصب كلما على الظرفية. قوله: (وليس هذا الخ) هذا رد على أبي حيان في رده على ابن عصفور والأبدي، وحاصله أن ما ذكرته من أن كل لم تسمع في هذا التركيب إلا منصوبة فمسلم، وأما تلاوتك ولما ذكر من الآيات وإنشادك للبيت المذكور فلا وجه له لأن هذه الآيات التي تلوتها وما أنشدته من البيت ليس مما البحث فيه قوله: (لأنه ليس فيه) أي: فيما تلاه الآيات والبيت. قوله: (ما يمنع من العمل) أي فيها وكلامنا فيما إذا كان بعدها ما يمنع من عمل ما بعدها فيها.
  كلا وكلتا قوله: (مثنيان معنى) ويترتب على هذا ما يأتي من جواز مراعاة اللفظ أو المعنى. قوله: (مضافان أبداً لفظاً ومعنى) أي: فلا ينفكان عن الإضافة لا في اللفظ ولا في المعنى قوله: (إلى كلمة واحدة) أي: لا إلى كلمتين وأما ما يأتي فهو ضرورة وقوله معرفة رد به على الكوفيين كما يأتي.
  قوله: (إما بالحقيقة) أي: بأن يكون الواضع وضعها الاثنين. قوله: (والتنصيص) أي: بأن كان الواضع للدلالة على الاثنين نصاً من غير اشتراك قوله: (أو بالمجاز) أي: أو دالة على اثنين بالمجاز أي التجوز والتوسع كإدراج الاثنين تحت ما ذكر في البيت ويحتمل أنه مجاز بياني لأن الواحد جزء الاثنين.
٣٣٣ - التخريج: البيت الثالث (موضع الشاهد) لعمرو بن الإطنابة في (إنباه الرواة ٣/ ٢٨١؛ وحماسة البحتري ص ٩؛ والحيوان ٦/ ٤٢٥؛ وجمهرة اللغة ١٠٩٥؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٨؛ والدرر ٤/ ٨٤؛ وديوان المعاني ١/ ١١٤؛ وسمط اللآلي ص ٥٧٤؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٤٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٥٤٦؛ ومجالس ثعلب ص ٨٣؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤١٥؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٨٩؛ والخصائص ٣/ ٣٥؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٦٩؛ وشرح قطر الندى ص ١١٧؛ وشرح المفصل ٤/ ٧٤؛ ولسان العرب ١/ ٤٨ (جشأ)؛ والمقرب ١/ ٢٧٣؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣).
اللغة والمعنى: البلاء الاختبار الهامة الرأس. المُشيح: المُقبل عليك والمانع لما وراء ظهره. جشأت غلت واضطربت. مكانك: اثبتي ولا تثوري.