فصل قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان
  ١٩ - لَئِنْ عَادَ لِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بِمِثْلَهَا ... وَأَمْكَنَنِي مِنْهَا إِذا لَا أُقِيلُهَا
  وقول الحماسي [من البسيط]:
  ٢٠ - لَوْ كُنْتُ مِنْ مَازِنِ لَمْ تَسْتَبِحْ إِبلي ... بَنُو اللَّقِيطَةِ مِنْ ذُهْلِ بنِ شَيْبانا
  إذا لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرْ خُشُنُ ... عِندَ الحَفِيظَةِ إِن ذُو لُوثَةٍ لانا
  فقوله: «إذاً لقامَ بنَصْري» بدل من «لم تستبح»، وبدل الجواب جواب؛ والثاني
  قوله: (عبد العزيز) هو أبو عمر بن عبد العزيز كان عاملاً بمصر، والضمير في قوله بمثلها عائد إلى المقالة التي قالها عبد العزيز لهذا الشاعر، وذلك أنه كان امتدحه بقصيدة فأعجب بها فقال له تمن أعطك فتمنى أن يكون كاتباً فلم يجبه وأعطاه جائزة فقال الشاعر: إن عاد عبد العزيز بمثل تلك المقالة وأمكنني منها لا أسأله غيرها. قوله: (وقول الحماسي) بكسر السين وهو بالجر عطف على مدخول الكاف المتقدم والحماسي بفتح الحاء المهملة نسبة إلى الحماسة وهي كتاب فيه جملة من أشعار العرب جمعها أبو تمام الطائي الشاعر المشهور ونسبته لها من حيث إن كلامه مذكور فيها. قوله: (لو كنت من مازن الخ) صاحب هذه الأبيات اسمه: قرط، بقاف مضمومة ومهملتين أولهما ساكنة أو قريط بالتصغير رجل من بني العنبر، وقوله: من مازن أبو قبيلة من تميم وقوله لم تستبح أي: لم تستأصلها وتأخذها قهراً وبنو اللقيطة قوم من العرب وذهل بضم الذال المعجمة وإسكان الهاء وشيبان إما من شاب يشيب فوزنه فعلان أو من شاب يشوب إذا خلط فوزنه في الأصل فيعلان، ثم حذفت واوه بعد قلبها ياء والمعشر جماعة من الناس، وخشن بضم الخاء والشين المعجمتين أي: شجعان والحفيظة الخصلة التي يحفظ لها واللوثة بضم اللام الضعفة وبفتحها القوة والثاء مثلثة فيها، قال المرزوقي: الرواية الصحيحة ضم اللام وهو تعريض بقومه ليغضبوا أو يهتاجوا لنصرته قوله: (وبدل الجواب جواب) أي:
١٩ - التخريج: البيت لكثير عزة في (ديوانه ص ٣٠٥؛ وخزانة الأدب ٨/ ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٦؛ والدرر ٤/ ٧١؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٩٧؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤٤؛ وشرح التصريح؛ ٢/ ٢٣٤؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٣؛ وشرح المفصل ٩/ ١٣، ٢٢؛ والكتاب ٣/ ١٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٨٢؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٦٥؛ وخزانة الأدب ٨/ ٤٤٧، ١١/ ٣٤٠؛ ورصف المباني ٦٦، ٢٤٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٥٥٤؛ والعقد الفريد ٣/ ٨).
اللغة والمعنى: عبد العزيز: هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم. أقيلها: أتركها، أو أمنعها من السقوط.
يقول إذا رجع عبد العزيز إلى ما قاله لي سابقاً، فإني لن أتركها.
٢٠ - التخريج البيتان لقريط بن أنيف في (خزانة الأدب ٧/ ٤٤١، ٤٤٣؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٦٨؛ ولأحد شعراء بلعنبر في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٣؛ وللعنبري في لسان العرب ٧/ ٣٩٣ (لقط)؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨/ ٤٤٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٤٣؛ ومجالس ثعلب ٢/ ٤٧٣)؛ =