وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  وهل انجرار ما بعدها بها أو بالمضاف قولان أرْجَعُهما الأول، لأن اللام أقرب، ولأن الجاز لا يعلق.
  ومن ذلك قولهم: «لا أَبا لِزَيْدٍ، ولا أخا له، ولا غُلامي له» على قول سيبويه إن اسم «لا» مضاف لما بعد اللام، وأما على قول مَنْ جَعَلَ اللام وما بعدها صفة وجعل الاسم شبيهاً بالمضاف لأن الصفة من تمام الموصوف، وعلى قول من جعلهما خبراً وجعل «أبا» و «أخا» على لغة من قال [من الرجز]:
  إِنْ أَبَاهَا وَأَبَا أَبَاهَا ... [قَدْ بَلَغَا في المجد غَايَتَاهَا]
  وقولهم: «مُكْرَهُ أَخَاكَ لاَ بَطَلّ»، وجعل حذف النون على وجه الشذوذ، كقوله
  أي: أهلكت قوله: (وهل انجرار ما بعدها بها) أي: والجار والمجرور في محل جر بالمضاف. قوله: (لأن اللام أقرب) أي: للمجرور بخلاف المضاف فإنه أبعد للمجرور من اللام إذ هو قبل اللام قوله: (ولأن الجار لا يعلق) أي: إن الجار وهو اللام هنا لا تعلق أي لا تمنع من العمل في اللفظ فلزم حينئذ أن العامل اللام وقد يقال إن المضاف أيضاً جاز فأي فرق بينه وبين اللام في كون المضاف علق دون اللام مع إن الذي يعلق الأفعال وتأمل حتى يظهر الفرق. قوله: (ومن ذلك) أي: من زيادتها بين المضاف والمضاف إليه. قوله: (لا أباً لزيد الخ) بدون تنوين أب يد أخ فاللازم زائدة، وأبا منصوب بلا النافية للجنس وعلامة نصبه الألف أباً وأخاً والياء في غلامي والمشهور في اللغة لا أب لزيد ولا أخ لزيد ولا غلامين لزيد وهو ظاهر لا إشكال فيه قوله: (مضاف لما بعد اللام) أي: بدليل إعراب أب وأخ بالحروف. قوله: (وأما على قول الخ) أما شرط وجوابه قوله فيما يأتي فاللام للاختصاص. قوله: (صفة) أي: لاسم وهو أب وأخ وغلامي أي والأصل كائن له. قوله: (وجعل الاسم شبيهاً بالمضاف) أي: في الإعراب أي وفي ترك تنوين أب وأخ وترك النون في غلامي فكما أن التنوين والنون يحذفان من المضاف كذلك يحذفان من الشبيه قوله: (لأن الصفة) علة لكونه شبيهاً بالمضاف قوله: (لأن الصفة من تمام الموصوف) يؤخذ منه أنه لا يشترط في الشبيه بالمضاف أن يكون عاملاً فيما اتصل به. قوله: (من جعلها) أي: اللام وما بعدها قوله (خبراً) أي: للا النافية. قوله: (على لغة من قال) أي: فأباً وأخاً مفرد وهو نكرة، ومقتضاه البناء على الفتح وحينئذ فلا حاجة للألف بل يقول أب وأخ ويكونان مبنيين مع لا على الفتح فيقال في الجواب إنه على لغة من يلزم الأسماء الستة القصر في الأحوال الثلاثة فيعربونه بحركات مقدرة على الألف، وحينئذ فيكون أب وأخ مبنيين بحركة مقدرة على الألف لأن اسم لا كالمنادى مبني على ما ينصب به. قوله: (وأبا أباها) أي: لم يقل أبيها. قوله: (أخاك) مبتدأ ومكره خبر، وقوله لا بطل عطف على مكره. قوله: (وجعل حذف النون) أي: من قوله ولا غلامي له. قوله: (على وجه الشذوذ) أي: لأن حذف نون المثنى إنما ينقاس للإضافة، وأما حذفها