حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وللام الجارة اثنان وعشرون معنى

صفحة 26 - الجزء 2

  [من الرجز]:

  ٣٦١ - بيضُكِ ثِنْتَا وبيضي مِائَتَا

  فاللام للاختصاص، وهي متعلقة باستقرار محذوف.

  ومنها اللام المسماة لام التقوية، وهي المَزيدة لتقوية عامل ضَعُفَ: إما بتأخرِهِ نحو: {هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ١٥٤}⁣[الأعراف: ١٥٤]، ونحو: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ٤٣}⁣[يوسف: ٤٣]، أو بكونه فَرْعاً في العمل، نحو: {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ}⁣[البقرة: ٩١]، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٦}⁣[البروج: ١٦، وهود: ١٠٧]، {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ١٦}⁣[المعارج: ١٦]، وقوله [من الطويل]:

  ٣٦٢ - إِذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فَالْتَمِسي لهُ ... أَكِيلاً، فإنِّي لَسْتُ آكِلَهُ وَحْدِي


  لغيرها فشاذ. قوله: (فاللام للاختصاص) جواب إما على قول الخ. قوله: (باستقرار محذوف) أي: في محل نصب على القول بإنه صفة لاسم لا، وفي محل رفع على القول بأنه خبر لا النافية للجنس. قوله: (ومنها) أي: من أنواع اللام الزائدة للتوكيد. قوله: (ضعف إما بتأخيره) أي: لأن تأخر العامل يوجب ضعفه فكأنه لازم اللام كأنها معدية له، ومن حيث كونها يصح أن تسقط صارت كالزائدة فلذا يأتي للمصنف إن لام التقوية لها منزلة بين المنزلتين أي إنها أخذت شبهاً من الأصلية من حيث تقوية العامل، وشبهاً من الزائدة من حيث صحة السقوط. قوله: (إن كنتم للرؤيا تعبرون) أي: تعبرون الرؤيا. قوله: (أو لكونه فرعاً في العمل) بأن كان اسم فاعل أو اسم مفعول أو صيغة مبالغة. قوله: (مصدقاً) اسم فاعل من صدق الأصل يصدق ما. معهم فلما أخذ منه مصدق ضعف فقوي باللام.

  قوله: (فعال) هو صيغة مبالغة وإنما عملت لأنها ملحقة باسم الفاعل لأنها محولة عنه، والأصل فاعل محول إلى فعال وهو فرع عن فعل أو يفعل. قوله: (نزاعة) صيغة مبالغة. قوله (ضربي لزيد) أي: فضربي مصدر والأصل أضرب زيداً فأخذ منه ضرباً فضعف عمله لأن الفرع ليس كالأصل في القوة فأعطى اللام لأجل أن تقوية. قوله: (قيل ومنه) أي: من لام التقوية قوله: (إن هذا عدو لك) أي: فعدو اسم فاعل أي إن هذا معاديك وزوجك فزيدت اللام للتقوية قوله: (له) متعلق بأكيلاً واللام للتقوية لكون أكيلاً


٣٦١ - لم أقع على هذا الشاهد فميا عدت إليه من مصادره ولا يستقيم وزنه إلا بقول: «تنتان»، وإلا فهو سجع، ومع. هذا القول ينتفي الاستشهاد وكذلك يصح الوزن بـ «اثنتا» بهمزة قطع.

٣٦٢ - التخريج: البيت لحاتم الطائي في (ديوانه ولقيس ص ٢٩٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٨٥؛ ولقيس بن عاصم المنقري في الأغاني ١٤/ ٦٥؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٤/ ٣٠١ (رأي).

المعنى: يطلب من امرأته أن تبحث له عمّن يشاركه الطعام التي تعده له، فهو لن يأكل الطعام وحده دون ضيف.