وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  ذي ووجهته لئلا يتعدى العامل إلى الضمير وظاهره معاً؛ ولهذا قالوا في الهاء من قوله [من البسيط]:
  ٣٦٣ - هذَا سُرَاقَةُ لِلْقُرآنِ يَدْرُسُهُ ... يُقَطِّعُ اللَّيْلَ تَسْبيحاً وقُرْآنَا
  إن الهاء مفعول مطلق لا ضمير القرآن. وقد دخلت اللام على أحد المفعولين مع تأخرهما في قول ليلى [من الطويل]:
  ٣٦٤ - أَحَجَّاجُ لَا تُعْطِي الْعُصَاةَ مُنَاهُمُ، ... ولا اللَّهُ يُعْطِي لِلعُصَاةِ مُنَاهَا
  وهو شاذ، لقوة العامل.
  قوله: (ووجهة) أي: المفعول الثاني. قوله: (لئلا يتعدى العامل) وهو مول إلى الضمير أي المؤنث في موليها العائد على وجهة. قوله: (وظاهرة) أي: وكل وجهة لأن كل في المعنى عين وجه. قوله: (ولهذا قالوا) أي: فلأجل التخلص من عمل العامل في الضمير والظاهر قالوا الخ. قوله: (سراقة) اسم رجل وهو سراقة مالك بن بن جعشم المدلجي الصحابي نزل بقديد فمات بها سنة أربع وعشرين وهو بالقاف لا بالفاء. قوله: (مفعول مطلق) أي: فهي راجعة للدرس. قوله: (لا ضمير القرآن) والمعنى يدرس القرآن إياه ويكون إياه توكيداً للظاهر لأن يدرس يتعدى الواحد قوله: (لا ضمير القرآن) أي: لئلا يتعد يدرسه إلى الضمير وظاهره وهو القرآن لأن ضمير يدرسه للقرآن وللقرآن متعلق بيدرسه والمعنى يدرس القرآن إياه. قوله: (وقد دخلت اللام) أي: شذوا. قوله: (العصاة) مفعول أول ومناهم مفعول ثانٍ هذا بناء على أن تعطي مبني للفاعل. قوله: (وهو شاذاً) أي: فلا يرد على قوله بدليل الخ أي: وكلما صح إسقاطه فهو زائد وهو ظاهر. قوله: (وهو شاذ) أي: أو إنها لشبه التمليك.
٣٦٣ - التخريج البيت برواية صدره رواية مختلفة لحسان بن ثابت في (ديوانه ص ٢١٦؛ ولسان العرب ١٣/ ٢٩٤ (عنن)، ١٤/ ٤٧٧ (ضحا)؛ ولكثير بن عبد النهشلي في الدرر ٥/ ٢١٤؛ ولأوس بن مغراء في خزانة الأدب ٩/ ٤١٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٧؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ٢٩٠.
المعنى: إن سراقة رجل مؤمن يدرس القرآن، ويصرف ليله وهو يقرأ القرآن ويحمد الله - جل وعزّ - وينزهه عن الصغائر.
٣٦٤ - التخريج: البيت لليلى الأخيلية في (ديوانه ص ١٢٢؛ والدرر ٤/ ١٧٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٨٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٣؛ وبلا نسبة في شرح التصريح ٢/ ١١).
اللغة: الحجاج: هو الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، سيف بني مروان، وواليهم على العراق ومكة والمدينة والطائف. العصاة: جمع عاص وهو ضدّ الطائع. مناهم: أمانيهم.
المعنى: أيها الحجاج لا تقدّم للمجرمين ما يرغبون الحصول عليه، فالله - جل وعلا - لم يعطهم أمانيهم ولم يحقق لهم طلباتهم.