وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  كقراءة جماعة: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}[يونس: ٥٨]، وفي الحديث: «لِتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ».
  وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها كقوله [من الطويل]:
  ٣٧٠ - فَلا تَسْتَطِلْ مِنِّي بَقَائِي وَمُدَتِي، ... وَلكِنْ يَكُنْ لِلْخَيْرِ مِنْكَ نَصِيبُ
  وقوله [من الوافر]:
  ٣٧١ - مُحَمَّدُ تَفْدِ نَفْسَكَ كُلُّ نَفْسٍ ... إذا مَا خِفْتَ مِنْ شَيْءٍ تَبَالاً
  أي: «لِيَكُنْ» و «لْتَفْدِ»، و «التَّبال»: الوبال، أبدلت الواو المفتوحة تاء مثل «تَقْوى».
  ومنع المبرد حَذْفَ اللام وإبقاء عملها حتى في الشعر، وقال في البيت الثاني: إنه لا يُعْرَف قائله، مع احتماله لأن يكون دعاء بلفظ الخبر نحو: «يَغْفِرُ لَكَ»،
  (مصافكم) أي: صفوفكم. قوله: (وقد تحذف اللام) أي: لام الأمر. قوله: (ولكن يكن الخ) أي: فالشاهد في قوله يكن فإنه جزم بلام الأمر محذوفة والشاهد في تقد فإنه مجزوم بلام محذوفة. قوله (محمد) أي: يا محمد وقوله نفسك مفعول وكمل فاعل تفد وتفد مجزوم بحذف الياء والتبال أي الهلاك وهو مفعول خفت. قوله: (مثل تقوى) أي: فأصلها وقى من الوقاية فقلبت الواو الأولى تاء والياء واواً لتطرفها بعد سكونها. قوله: (ومنع المبرد) هذا مقابل لقوله وقد تحذف اللام وقوله حذف اللام أي المعهودة وهي لام الأمر. قوله: (لا يعرف قائله) أي: وما قيل من أنه قول عبد المطلب لم يثبت عند المبرد وسكت عن الجواب عن البيت الأول وهو ما فيه لكن يكن لعدم الإطلاع عليه أو لعدم وقوفه على
٣٧٠ - التخريج البيت بلا نسبة في (تلخيص الشواهد ص ١١٢؛ والجنى الداني ص ١١٤؛ ورضف المباني ص ٢٥٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٣٩٠؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٥؛ وشرح شواهد المغني.
ص ٥٩٧؛ ومجالس ثعلب ص ٥٢٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢٠).
اللغة: استطال: امتد، وطال.
المعنى: أرجو ألا تعتبر إقامتي مدة طويلة، بل حاول فعل الخير للناس.
٣٧١ - التخريج: البيت لأبي طالب أو للأعشى في (خزانة الأدب ٩/ ١١؛ وللأعشى أو لحسّان أو لمجهول في الدرر ٥/ ٦١؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٣١٩، ٣٢١؛ والإنصاف ٢/ ٥٣٠؛ والجنى الداني. ص ١١٣؛ ورصف المباني ص ٢٥٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٩١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥٩٧؛ وشرح المفصل ٧/ ٣٥، ٦٠، ٦٢، ٩/ ٢٤؛ والكتاب ٣/ ٨؛ واللامات ص ٩٦؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤١٨؛ والمقتضب ٢/ ١٣٢؛ والمقرب ١/ ٢٧٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٥).
اللغة والمغنى: التبال: سوء العاقبة وتبله الدهر: أي رماه بمصائبه.
يخاطب الشاعر النبي (ﷺ) بقوله: يا محمد إنّ كلّ النفوس مستعدّة لتفدي نفسك الغالية إذا ما خفت أمراً من الأمور.