وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  و «يَرْحَمُكَ اللَّهُ» وحُذفت الياء تخفيفاً، واجتزاء عنها بالكسرة كقوله [من الوافر]:
  ٣٧٢ - [فَطِرْتُ بِمُنضُلِي فِي يَعْمَلاَتِ] ... دَوَامِي الأَنْدِ يَخْبِطنَ السرِيحا
  قال: وأما قوله [من الطويل]:
  ٣٧٣ - عَلَى مِثْلِ أَصْحَابِ الْبَعُوضَةِ فَاحْمِشي، ... لَكِ الْوَيْلُ، حُرَّ الْوَجْهِ أَو يَبْكِ مَنْ بَكَى
  تخريج فيه وتخريجه أن أصل يكن يكون فكنت النون لتدغم في اللام بعدها إدغاماً جائزاً، ثم قلبت النون لاماً وأدغم ثم التقى ساكنان الواو واللام الأولى فحذفه للضرورة لا لالتقاء الساكنين لأن التقاء الساكنين هنا جائز في السعة لا به على حده؛ لأن حروف اللين إذا وقع بعدها ساكن مشدد يجوز إبقاؤهما كما قوله: في ولا الضالين.
  قوله: (مع احتماله لأن يكون دعاء بلفظ الخبر) أي: فهو مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخفيف. قوله: (مثل يغفر لك الله ويرحمك الله) أي: فكل منهما مرفوع بضمة ظاهرة في آخره وهو تنظير في إتيان الخبر بمعنى الدعاء. قوله: (وحذفت الياء) جواب عما يقال لو كان دعاء بلفظ الخبر لكان مرفوعاً فثبت الياء فأجاب بما ترى. قوله: (كقوله) هذا تنظير في حذف الياء تخفيفاً والاجتزاء عنها بالكسرة وإن لم يكن في فعل. قوله: (الأيد). يد وأصله الأيدي بالياء فحذفت تخفيفاً واجتزاء بالكسرة، وأما حذف ياء دوام فهو للساكنين فلا شاهد والشاهد إنما هو في حذف ياء الأبد والدوامي جمع دامية وهي التي يرشح منها الدم ولا يسيل. قوله: (يخطبن السريحا) أي: يضربن السريحا والسريح بمهملات ومثناة تحتية سيور يخصف بها قدم الناقة إذا حفى واشتقاقه من التسريح كأن الناقة حبسها الحفاء، فلما أنعلتها سرحت وانبعثت وصدر البيت:
  فطرت بمنصلي في يعملاتٍ
  يعني أنه نحو ما يحتاج إليه في العمل. قوله: (أصحاب البعوضة) اسم لموضع كان
٣٧٢ - التخريج البيت لمضرس بن ربعي في (شرح أبيات سيبويه ١/ ٦٢؛ وشرح شواهد الشافية ٤٨١؛ ولسان العرب ١٣/ ٨١ (ثمن)، ١٥/ ٤٢٠ (يدي)؛ وله أو ليزيد بن الطثرية في شرح شواهد المغني ص ٥٩٨؛ ولسان العرب ٥/ ٣٢٠ (جزز)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩١؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٦٠؛ والإنصاف ٢/ ٥٤٥؛ وجمهرة اللغة ص ٥١٢؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٤٢؛ والخصائص ٢/ ٢٦٩؛ وسر صناعة الإعراب ص ٥١٩، ٧٧٢؛ والكتاب ١/ ٢٧، ٤/ ١٩٠؛ ولسان العرب ٧/ ٢٨١ (خبط)؛ والمنصف ٢/ ٧٣).
اللغة: المنصل السيف اليعملات النوق. الدوامي: التي قد دميت أيديها من شدة السير.
السريح: خِرَق أو جلود تشدُّ على أخفافها إذا دميت.
المعنى: يقول: أسرعت ومعي سيفي، وأقبلت على النوق، فعرقبت ناقة من النوق الفتيات، وأطعمت ضيفي لحمها.
٣٧٣ - التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في (ديوانه ص ٨٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٩٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٩٩؛ والكتاب ٣/ ٩؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٦٠ (لوم)؛ ومعجم ما استعجم =