وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  المشاهد، وأن التقدير: قَصْدُ أن تذهبوا، والقصد حال، وتقدير أبي حيان: قصْدُكم أن تذهبوا، ورَدُّوهُ بأنه يقتضي حذف الفاعل، لأن {أَنْ تَذْهَبُوا}[يوسف: ١٣] على تقديره منصوب.
  وتدخل باتفاق في موضعين أحدهما المبتدأ، نحو: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً}[الحشر: ١٣]، والثاني بعد إنَّ». وتدخل في هذا الباب على ثلاثة باتفاق: الاسم، نحو: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ٣٩}[إبراهيم: ٣٩]، والمضارع لشبهه به، نحو: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}[النحل: ١٢٤]، والظرف، نحو: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم: ٤]؛ وعلى ثلاثة باختلاف:
  أحدها: الماضي الجامد، نحو: «إِنَّ زَيْدَاً لعَسَى أَنْ يَقُومَ»، أو «لَنِعْمَ الرجل»، قاله أبو الحسن، ووجهه أن الجامد يشبه الاسم، وخالفه الجمهور.
  والثاني: الماضي المَقْرون بـ «قَدْ»، قاله الجمهور، ووجهه أن «قد» تقرب الماضي من الحال فيشبه المضارع المشبه للاسم، وخالَفَ في ذلك خطاب ومحمد بن
  (أن الحكم) أي: في الآية الأولى هي قوله ليحكم وقوله وأن التقدير أي في الآية الثانية وهي إني ليحزنني وقوله: قصد أن يذهبوا أي فقد حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وهو جائز، ولو كان المضاف فاعلاً قوله: (واقع في ذلك اليوم) أي: يوم القيامة.
  قوله: (فنزل منزلة الحاضر) أي: فيكون حالاً وفيه إن كونه حالاً حينئذ إنما هو من التنزيل لا من اللام فاللام غير مطلوب والمطلوب غير لازم، وقد يجاب بأنه منهما جميعاً ولا مانع من ذلك، وأجاب دم بجواب آخر وهو إن اللام في هذه الآية لمجرد التوكيد مسلوبة الدلالة على تخليص المضارع للحال كما جردت اللام للعوضية في الاسم الشريف وهو الله في يا الله وسلبت معنى التعريف قوله: (حذف الفاعل) أي: وهو قصد الذي هو مصدر مضاف للفاعل وقوله: أن تذهبوا في تأويل مصدر معمول لذلك المصدر وقد يقال إن مراد أبي حيان مجرد بيان المعنى لأجل الإعراب. قوله: (حذف الفاعل) أي: من غير المواضع التي يجوز حذف الفاعل فيها وهو ممنوع. قوله: (في هذا الباب) أي: باب إن وقوله وتدخل أي لام الابتداء. قوله: (الاسم) أي: إما خبرها المتأخرين عن اسمها نحو إن زيد القائم أو على اسمها المؤخر عن الخبر نحو إن لي لزيداً أو كان الاسم ضمير فصل نحو إن هذا القصص الحق.
  قوله: (لشبهه به) أي: لشبه المضارع بالاسم يجوز دخول اللام الابتدائية عليه. قوله: (والظرف) أي: لأنه يقدر قبله كائن وهو اسم فكأنها داخلة عليه. قوله: (ووجهه) أي: وجه الجواز. قوله: (إن الجامد) أي: الفعل الجامد يشبه الاسم أي في الجمود. قوله: (فيشبه المضارع) أي: فيصير الماضي شبيهاً بالمضارع المشبه للاسم. قوله: