الفعل المنفي نجو: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ}⁣[يوسف: ٨٥]، وتارة يجبان، وذلك فيما بقي نحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٥٧].

  ***

  مسألة - للام الابتداء الصدرية، ولهذا عَلَّقَتِ العامل في «علمتُ لَزَيْد منطلق»، ومنعت من النصب على الاشتغال في نحو: «زَيْدٌ لأَنا أُكْرِمُه»، ومن أن يتقدم عليها الخبر في نحو: «لَزَيْدٌ قائم»، والمبتدأ في نحو: «لَقَائِمٌ زَيْدٌ» فأما قوله [من الرجز]:

  ٣٧٧ - اُمُ الْحُلَيْسِ لَعَجُورٌ شَهْرَبَة ... [تَرْضَى مِنَ اللحم بعظم الرقبة]

  فقيل: اللام زائدة، وقيل: للابتداء والتقدير لهي عجوز؛ وليس لها الصدرية في

  والثاني للزمخشري إنها لام الابتداء دخلت على مبتدأ محذوف والثالث للبصريين من أنها لام القسم. قوله: (تفتؤ) أصله لا تفتؤ فلا يقترن باللام ولا بالنون فلا تقول لتفتؤ ولا لتفتون. قوله: (وذلك الخ) أي: بأن كان مضارع مثبت ولم يفصل بينه وبين اللام فاصل ولم يرد منه الحال بل الاستقبال ففي هذه الحالة تجب النون واللام عند الجمهور، وقال ابن مالك والفارسي يجوز الاقتصار على أحدهما وهو مذهب الكوفيين. قوله: (ولهذا) أي: ولأجل كونها لها الصدارة علقت العامل لأنها لو لم تعلق للزم عليه إنها ليست في صدر الجملة بل سبقها العامل. قوله: (ومنعت من النصب) أي: لأن ما بعد اللام لا يعمل فيما قبلها لكونها لها الصدارة وما لا يعمل لا يفسر عاملاً. قوله: (لزيد قائم) فلو قدم قائم للزم عليه إن اللام وقعت حشواً لا صدراً أو كذا قوله لقائم زيد لو قدم زيد للزم ما ذكر. قوله: (فأما قوله الخ) أي: قول رؤية وهو جواب عما يقال إن قوله لعجوز خبر عن أم الحليس فقدم المبتدأ على اللام ووقعت اللام حشواً وقوله: أم الحليس هو كنية الأتان والحليس تصغير حلس وهو ثوب يجعل تحت البرذعة المسمى بالعراقة والمراد به هنا كنية امرأة. قوله: (شهربه) أي: كبيرة. قوله: (فقبل اللام الخ) أي: فلا يرد. قوله: (والتقدير لهي الخ) أي: فلم يتقدم المبتدأ عليها قوله: (وقيل للابتداء) أي: داخلة على مبتدأ محذوف. قوله: (وليس لها الصدرية الخ) أي: بحيث تكون ذاتها مقدمة فلا ينافي أن

٣٧٧ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٧٠؛ وشرح التصريح ١/ ١٧٤؛ وشرح المفصل ٣/ ١٣٠، ٨/ ٢٣؛ وله أو لعنترة بن عروس في خزانة الأدب ١٠/ ٣٣٣؛ والدرر ٢/ ١٨٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٤؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٣٥، ٢/ ٢٥١؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٣٥٨؛ وجمهرة اللغة ص ١١٢١؛ والجنى الداني. ص ١٢٨؛ ورصف المباني ص ٣٣٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٧٨، ٣٨١؛ وشرح الأشموني ١/ ١٤١؛ وشرح ابن عقيل ص ١٨٥؛ وشرح المفصل ٧/ ٥٧؛ ولسان العرب ١/ ٥١٠ (شهرب)؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤).

شرح المفردات: أم الحيس: الأتان، والحلس: كساء رقيق يوضع تحت برذعة الدابة. شهربة: عجوز كبيرة.