حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 72 - الجزء 2

  لَيَمَسَّنَّ}⁣[المائدة: ٧٣] فهذا لا يكون إلا جواباً للقسم، وليست موطئة في قوله [من الطويل]:

  ٣٨٨ - لَئِنْ كَانَتِ الدُّنْيَا عَلَيَّ، كَمَا أَرَى، ... تَبَارِيحَ مِنْ لَيْلَى فَلَلْمَوتُ أَرْوَحُ وقوله [من الطويل]:

  ٣٨٩ - لَئِنْ كَانَ مَا حُدِّثْتُهُ الْيَومَ صَادِقاً ... أَصُمْ فِي نَهَارِ الْقَيظِ لِلشَّمْسِ بَادِيَا وقوله [من البسيط]:


  عن قولهم متعلق به، وقوله ليمسن جواب قسم مقدر لا جواب الشرط لأن جواب الشرط لا يقترن باللام ولا يؤكد بالنون، فحينئذ دل هذا على أن هذه اللام موطئة لقسم محذوف ولا يجوز أن تكون اللام للابتداء لأنها لا تدخل على فعل في غير باب إن قوله: (لئن كانت الدنيا الخ) هذا البيت لذي الرمة ويروي من مي بدل من ليلى وقبله:

  بعاد وإذلال على وقد رأت ... ضمير الهوى قد كان بالجسم يبرحُ

  يقال برح به الأمر تبريحاً أي جهده. قوله: (كما أرى) بفتح الهمزة وفي ضبط بضمها خبر كان وتباريح بيان أو بدل منه قوله: (فللموت روح) جملة اسمية واللام للابتداء وقرن الجملة الاسمية بالهاء يدل على أنه جواب الشرط لا جواب قسم مقدر فيتعين أن اللام في قوله لئن زائدة لا موطئة وإلا لكان يتعين حذف الفاء. قوله: (ما حدثه) أي: ما حدثك به غير مي عني صادقاً أصم فأصم فعل مضارع مجزوم بأن فهو جواب الشرط واللام زائدة وليست موطئة؛ لأن اللام لو كانت الواجب أن يقول لأصومن ليكون جواباً له فيقرنه باللام والنون قوله: (للشمس) متعلق بباديا والبيت لامرأة من عقيل وبعده:

  وأركب حماراً بين سرج وفروة ... وأعر من الخاتام صفراً شماليا

  أي: أن السرج تحتها والفروة فوقها.


٣٨٨ - التخريج: البيت لذي الرمة في (ديوانه ص ١٢١٩؛ وخزانة الأدب ١١/ ٣٢٨؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٠٩).

اللغة: التباريح: جمع البَرْح وهي ا الشدة، وقيل هي الشدّة والأذى. أروح: أكثر راحة.

المعنى: إذا كانت حياتي ستمضي بي هكذا أعاني من الشدّة والأذى بسبب حبّ ليلى، فإن الموت أكثر راحة لي.

٣٨٩ - التخريج: البيت لامرأة من عقيل في (خزانة الأدب ١١/ ٣٢٨، ٣٢٩، ٣٣١، ٣٣٦؛ والدرر ٤/ ٣٢٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٥٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٠؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٨؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢١٩؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٥؛ ولسان العرب ١٢/ ١٦٤ (ختم)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٤٣).