حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 73 - الجزء 2

  ٣٩٠ - أَلْمِمْ بِزَيْنَبَ إِنَّ الْبَيْنَ قَدْ أَفِدَا، ... قَلَّ الثَّوَاءُ لَئِنْ كانَ الرَّحِيلُ غَدَا

  بل هي في ذلك كله زائدة كما تقدَّمت الإشارة إليه؛ أما الأولان فلان الشرط قد أجيب بالجملة المقرونة بالفاء في البيت الأول، وبالفعل المجزوم في البيت الثاني؛ فلو كانت اللام للتَّوطِئة لم يُجب إلا القسم، هذا هو الصحيح، وخالف في ذلك الفراء، فزعم أن الشَّرْطَ قد يُجَاب مع تقدم القسم عليه؛ وأما الثالث فلأن الجواب قد حذف مدلولاً عليه بما قبل «إنْ»، فلو كان ثَمَّ قَسَم مقدَّر لزم الإجحاف بحذف جوابين.

  الخامس: لام «أل» كـ «الرَّجُل»، و «الحارِث»، وقد مضى شرحها.

  السادس: اللام اللاحقة لأسماء الإشارة للدَّلالة على البعد أو على توكيده، على خلاف في ذلك، وأضلُها السكون كما في «تِلْكَ» وإنما كُسرت في «ذَلِكَ» لالتقاء الساكنين.

  السابع: لام التعجب غير الجارَّة، نحو: «لَظَرُفَ زَيْدٌ وَلَكَرُمَ عَمْرو»، بمعنى: ما


  قوله: (ألم) الإلمام النزول والبين الفراق وأفد بمعنى قرب والثواء بالمثلثة المفتوحة والمد الإقامة مصدري ثوي بالمكان يثوي أقام قوله: (لئن كان الرحيل) اللام زائدة وإن شرطية وجواب إن محذوف تقديره قل الثواء يدل عليه قوله قل الثواء وليس هنا قسم مقدر وإلا لزم حذف جوابين فيه ففيه إجحاف كما قال المصنف قوله: (لم يجب إلا القسم) أي: وجوابه لا يقرن بالفاء ويجزم قوله: (فلو كان ثم قسم مقدر) أي: وكان جوابه محذوفاً فالدلالة ما قبله عليه قوله: (الخامس) أي: من أقسام اللام الغير العاملة وكذا يقال فيما بعده. قوله: (ومضى شرحها) أي: في باب الهمزة قوله: (على خلاف في ذلك) حاصل الخلاف أن ابن مالك يقول إن المراتب اثنان إما قربي يشار فيها بذا فقط، وإما بعدي ويشار فيها بذاك فالكاف للبعد ويجوز إلحاق اللام لتوكيد البعد فيقال ذلك، وقال ابن الحاجب إن المراتب ثلاثة قربي ويشار فيها بذا ووسطي ويشار فيها بذاك، فالكاف دالة على التوسط لا على البعد عنده وبعدي ويؤتى فيها بذلك وهذا المذهب هو التحقيق. قوله: (الساكنين) أعني الألف التي بعد ذا والثاني اللام.

  قوله: (غير الجارة) أي: وأما الجارة فقد تقدمت نحو يا للماء ويا للعشب. قوله: (لظرف زيد) اللام للتعجب وظرف فعل ماض وزيد فاعل.


٣٩٠ - التخريج البيت لعمر بن أبي ربيعة في (ديوانه ص ٣٩١؛ والجنى الداني ص ١٣٨ وشرح المفصل ١١/ ٣٢٨، ٣٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٠).

اللغة: ألمم: انزل للزيارة الركب: جماعة الراكبين؛ والبين الفراق. أفد: حضر ودنا. الثواء: الإقامة والحلول بالمكان.

المعنى: قم بزيارة زينب، فالمسافرون قد أسرعوا (على رواية الركب) فالفراق قد دنا وصار وشيكاً (على رواية البين كما هنا)، فما أقل إقامتنا إذا ما كان السفر مقرراً في الغد.