القسم الثاني: اللام الزائدة
  أظرفه! وما أَكْرَمَه! ذكره ابن خَالَوَيْهِ في كتابه المسمّى بالجمل؛ وعندي أنها إما لام الابتداء دخلت على الماضي لشبهه لجموده بالاسم، وإما لام جواب قسم مقدر.
  · (لا) على ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن تكون نافية وهذه على خمسة أوجه:
  أحدها: أن تكون عاملة عمل «إنّ»، وذلك إن أُريد بها نفي الجنس على سبيل التنصيص، وتُسمّى حينئذ تبرئة، وإنما يظهر نصب اسمها إذا كان خافضاً، نحو: «لا صَاحِبَ جُودِ مَمْقُوتٌ»، وقول أبي الطيب [من الطويل]:
  ٣٩١ - فَلا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرَ ثَوْبِ ابْنِ أَحْمَدٍ ... عَلَى أَحَدٍ إِلا بِلُوْم مُرَقَعُ
  أو رافعاً، نحو: «لا حَسَناً فِعْلُه مذموم»، أو ناصباً، نحو: «لا طَالِعاً جبلاً حاضر» ومنه: «لا خَيْراً مِنْ زَيْدِ عِنْدَنَا» وقول أبي الطيب [من المنسرح]:
  قوله: (وعندي إنها إما لام الابتداء) هذا هو المتعين والتعجب مستفاد من الصيغة لا اللام. قوله: (وأما لام جواب قسم) أي: والمعنى والله لقد ظرف بدليل تصريحهم بذلك في بعض الأحيان فتقول لقد ظرف الخ.
  (لا) قوله: (وذلك) أي: عملها عمل إن قوله: (نفي الجنس) أي: نفي بعض الأحكام عن أفراد الجنس اللغوي قوله: (وتسمى حينئذ) أي: حين إذ نفقت الجنس. قوله: (تبرئة) أي: لأنها دلت على التبري من ذلك الجنس من حيث نفي الحكم عن إفراده، وقوله: تبرئة مبالغة على حدريد عدل.
  قوله: (وإنما يظهر الخ) ظاهره إنها للتنصيص على التبرئة لو نصب اسمها فيكون معنى من الاستغراقية ملاحظاً والإعراب لمعارضة الإضافة وشبها السبب البناء خلافاً لمن قال إنها لا تكون للتنصيص على التبرئة إلا في حال بناء الاسم. قوله: (إذا كان خافضاً) أي: لما بعده بأن كان مضافاً قوله: (ثوب مجد) اسمها وقوله: غير صفة وقوله: مرفوع خبر لا والمعنى لا ثوب ابن أحمد حال كونه على أحد إلا مرقع بلؤم ويحتمل أن على أحد هو الخبر. قوله: (أو رافعاً) أي: لما بعده وهو الشبيه بالمضاف، وكذا الناصب. قوله: (فعله) فاعل حسناً لأنه صفة مشبهة ومذموم خبر لا.
  قوله: (قول جبلاً) معمول طالعاً قوله: (ومنه) أي من الناصب لا خيراً الخ لأن
٣٩١ - التخريج: البيت للمتنبي في (ديوانه ص ٢/ ٣٤٧).
اللغة: المجد: نيل الشرف: وقيل: هو الكرم والشرف. ابن أحمد: هو علي بن أحمد الطائي. اللؤم: الخسة والنذالة.
المعنى: لم يسلم الشرف الرفيع خالصاً من كلّ خسة، غير مشوب بإساءة، إلا لابن أحمد هذا.